للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

القبطية حتَّى يضيع على بطانته المواليين لهم فرصة تكتم الحقائق وإخفاء خبر تجريد هؤلاء الرهبان المواليين لهم عن رعايا الكنيسة .. الأمر الذي اخاف الراهب متَّى المِسكين وتلاميذه وبدعم من الجماعة قام بشراء ٣٠ فدان بالساحل الشمالي والبعيدة عن عيون الكنيسة والإقامة بها .. وأمام إصرار كيرلس السادس على انقياد متى المسكون وتلاميذه لأوامره .. ظنا منه أنه ما زال المدبر الرئيسي لخطط ومؤامرات يتزعمها تلاميذه وعلى رأسهم أنطونيوس السرياني .. وزاده يقينا بحقيقة تلك المؤامرات الَّتِي يحيكها الراهب متى لمناصره أوليائة من رهبان الجماعة معرفة كيرلس السادس الجيدة لطبيعة وأغوار نفس الراهب متَّى المِسكين وتلاميذه حيث كان يومًا ما معلمهم وأدرى الناس فهما لطبيعة كل منهم ... لذا لم يدخر الراهب متى جهدا وفضل الاستسلام وإظهار الطاعة والتوجه للإقامة بدير الأنبا مقار على أمل أن تتبدل الأحوال ومراقبا عن بعد كل التطورات الَّتِي تمر بها الكنيسة ..

بينما أظهر الراهب أنطونيوس السرياني (شنودة فيما بعد) كل التحدى لبابا الأقباط النصارى مما زاد من أسهمه وولائه لدى رهبان الجماعة .. وأصبح الممثل لزعامة حقيقية وأبرز نجوم المعارضين لكيرلس السادس والمنافسين له .. حتَّى أنه بجبهته القوية المعارضة لبابا الأقباط النصارى استطاع أن يسلبه الكثير من سلطاته ونفوذه .. وكعادته غير مهتم بما يقال أو يثار حوله .. المهم والأهم الوصول بالجماعة لتحقيق كل أهدافها ..

وتمضى الأحداث لمراحل أكثر عدوانية وشراسة وإصرارًا من بابا الأقباط النصارى كيرلس السادس على تصحيح ما يمكن إصلاحه في الكنيسة وتدارك الأخطاء الَّتِي أدت إلى هجرة أعدادًا من الأقباط النصارى الأرثوذكس خارج مصر .. وحفاظا على رعايا الكنيسة خارجها والَّتِي يطلقون عليها أقاصى المسكونة ببلاد المهجر أنشأ الكنائس ومنها أول كنيسة قبطية بأستراليا في يناير ١٩٦٩ .. ولم تشفع له إنجازاته لدى جماعة الأمة القبطية الَّتِي حققها أثناء حكمه للكنيسة لصالحها ومنها إنشاء الأديرة مثل دير مار مينا على مساحة ٥٠ فدان ..

ومرة أخرى وكالعادة كلما اصطدمت مصالح الجماعة مع الكنيسة اشتدت النزاعات والصراعات بين رهبان جماعة الأمة القبطية والَّتِي تمثلت في المواليين لها من كهنة الكنيسة يتزعمهم الراهب أنطونيوس السرياني وبين بابا الأقباط النصارى كيرلس السادس المرتد عن فكر ومنهج جماعة الأمة القبطية والذي بذل الجهد آخر سنواته للتكفير عما اقترفه في حق آباء الكنيسة السابقين له ونفيه للكثير منهم وتحويل الأديرة إلى سجون ومعتقلات وإقامات جبرية لأعداء فكر جماعة الأمة القبطية ولكل مخالف لسياسة إدارته للكنيسة بدعمه للجماعة .. وكذلك مما اقترفه في حق الكنيسة والأقباط النصارى من استبدال تعاليم الكنيسة بتعاليم الجماعة القبطية الفاسدة والعنصرية وتخريج أجيال ومعلمين متشبعين بالعنصرية والأفكار المرتدة عن المسيحية ونشرها بين الأجيال وتعيين ثلاثة أساقفة لها؛ أشهرهم عنصرية ومكر ودهاء وخروجا عن تعاليم المسيح الراهب

<<  <   >  >>