كانت أطماعه وطموحاته واحلامه الفردية أكبر بكثير من فكر صبي بعمره .. ولم يكن من هذا النوع الذي يحتفظ بصداقات تتنافى مع تلك النزعات الَّتِي لم يستطع بحبه للشعر أن يخفيها ..
ظل نظير جيد (بابا الأقباط النصارى شنودة الثالث حاليا) على انبهاره بأفكار تلك الجماعة الَّتِي تصل الي مسامعه آملا أن تتاح له الفرصة الحقيقية للالتقاء بهم .. علمته الحياه أمور إيجابية الاستقلالية والاعتماد على النفس والتغلب على الظروف المحيطة به للوصول إلى الهدف وتحقيق الذات ..
وتعلم من كثرة الانتقال التأقلم السريع ومعايشة الأماكن والوجوه الجديدة .. وعلمته نفسه الأمارة بالسوء القسوة في التعامل مع الأحداث .. والأنانية في اقتناص الفرص .. وأن يخطو بقدمه فوق أي انتماء أو صداقة أو ارتباط يعوق تحقيق طموحاته واحلامه ..
فهو بطبيعته الَّتِي يعرفها عنه أقرب المقربين له أنه من ذلك النوع المتمرد على أي ارتباط أو انتماء أسري أو حتَّى ديني فلم تكن علاقته بالكنيسة وطيدة ولا تعدو الواجبات الدينية الملزمة له ولم يكن لأحد من الآباء سلطة على نفسه .. ولم يعرف عنه أنه كان منتظم في الصلوات أو ملتزم دينيًا بحضور دروس بالكنيسة ومعلوماته الدينية سطحيه رغم التزامه في مجال الدراسة العلمية .. دموعه بعيدة جدا لا تؤثر فيه أوجاع الآخرين ولا يلين قلبه بسهوله ولا حتَّى لتلك الأمور المتعلقة بالمرض والموت والفراق ..
وينتهي نظير جيد (شنودة الثالث حاليا) من المرحلة الثانوية ويلتحق بكلية الآداب قسم تاريخ .. وتبدأ أخطر مراحل حياته الَّتِي تشبعت فيها كل ذرة من كيانه بسموم جماعة الأمة القبطية العنصرية المتطرفة والمرتدة عن التعاليم المسيحية .. في تلك الفترة كانت أخبار النزاعات والخلافات القوية بين بابا الكنيسة يوساب الثاني ورجاله وبين رهبان جماعة الأمة القبطية واعضائها من العلمانيين على أشدّها .. وكانت تلك الفترة تشهد اجتذاب أعداد كبيرة من الطبقة العلمانية من الأقباط النصارى وخاصة من الجامعيين لأفكار تلك الجماعة .. حيث كان من الصعوبة على رهبان الأمة القبطية التأثير بأفكارهم الغريبة على المتدينين .. لذا لاقت نزعاتهم قبولا كبيرا من أصحاب الثقافة الدينية المعدومة والأطماع والطموحات المادية والدنيوية ..