للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أحداث أبطالها جميعهم من الشمامسة والمطارنة ونخبة من تلامذة شنودة من الكهنة ومن العلمانيين (من غير الطبقة الكهنوتية) وتلامذة مدارس الآحاد جنود يسوع كما يسميهم .. نخبة نشأت على تعاليم وتوجيهات اسياده من رهبان الجماعة بأديرة وادي النطرون والواحات ..

من هؤلاء الأبطال سابقا والمشلوحين حاليا (المطرودين الذين تم تجريدهم من المناصب الكهنوتية في خلال السنوات الأخيرة) من لعبوا أدوارا هامة في ترسيخ كنيسة شنودة وبناء اقتصادها وتمردوا عليه وانشقوا عن أفكار وتعاليم الجماعة العنصرية .. من هؤلاء من أسند إليهم مهام غاية في السرية والأهمية مع بداية حكمه للكنيسة .. كانوا جميعهم من أشدّ المخلصين في ولائهم لشنودة والذي اعتمد عليهم في أمور لم يكن يصلح للقيام بها غيرهم .. فالأمور مع بداية حكم شنودة كانت وما زالت تجرى بنظام وتوزيع واعي للأدوار الَّتِي يقوم بها أصحابها .. كل في مكانه المناسب الذي يتلائم وإمكانياته وقدراته ومهاراته والخدمات الَّتِي يستطيع تقديمها للكنيسة من خلال مكانته الكهنوتية أو موقعه الوظيفي والاجتماعي من غير الكهنة ..

الكل جنود لكنيسة الرب كما يعتقدون .. ويجب عليهم إعطاء وبذل كل ما يستطيعون تمهيدا لإنشاء كنيسة قبطية عظيمة استعدادا لاستقبال يسوع الرب في الأيام الأخيرة كما يعتقدون ويأملون .. ومن الذين لعبوا أهم الأدوار الَّتِي خططت لها كنيسة شنودة وجماعة الأمة القبطية كان بطرس غالي وبعض الأقباط النصارى العلمانيين من الإعلاميين والمقربين من السلطة بمتابعة كهنة من الكنيسة بعضهم من المشلوحين حاليا (المطرودين من الكنيسة) باشروا معهم الخطوات الَّتِي رسمتها الكنيسة في سرية تامة.

فبينما فاجأ السادات رجاله ووزراءه وإعلامه وشعبه وبحضور ياسر عرفات ومجلس الشعب في خطبة بثتها الوكالات العالمية والمرئيات على الهواء عن استعداده للذهاب إلى إسرائيل من أجل السلام .. خطبة اذهلت وفاجأت أقرب المقربين له .. كان بطرس غالي المخطط لها والمتابع لكل الاجراءات وحوارات الوساطة بين السادات وقيادات الحكومة الإسرائيلية على علم مسبق بمضمون الخطاب التاريخي المؤسف .. لقاءات وحوارات ورحلات وساطة قام بها بطرس غالي عدة مرات في رحلات لخارج مصر وبعضها مباشرة إلى إسرائيل التقى فيها بالإسرائيليين بعد نصر أكتوبر مباشرة واستمرت إلى وقت إعلان السادات لهذا الخبر المشؤم .. وساطة تكتم أخبارها وأحداثها السادات وبطرس غالي وبعلم كهنة الكنيسة المتابعين لتلك الخطوة مع بطرس غالي دون علم السلطات والسادات .. والذين مهدوا لإجراءات كثيرة شارك فيها بعض الأقباط النصارى المقيمين بخارج البلاد .. الأمر لم يكن غريبا ولا مفاجئا لبعض الأقباط النصارى الذين تناقلوا الخبر قبل إعلانه في همسات داخل الكنيسة بقرب إعلان مصر وإسرائيل السلام ..

<<  <   >  >>