في البيت استعارة. شبّه المجاهدين بالكتبة، ورماحهم بالأقلام، وطعن الرماح بتنقيط الأقلام، فتشكّلت لديه صورتان: صورة مجاهدين برماح تطعن فتقطر دما.
وصورة كتبة بأقلام تكتب فتقطر مدادا. وهذه استعارة تمثيلية.
قال الباجوري في هذا البيت:(وفي هذا البيت لطائف: منها تشبيه الصحابة بالكتبة، وأسنّة رماحهم بالأقلام، وذلك دليل على غاية إحكامهم للطعن بها، حتى إنها في أيديهم كالأقلام في أيدي الكتبة وليس عليهم كبير مشقة في التصرف بها. ومنها الإشارة إلى أنهم لا يطعنون طعنة إلا في محلها، كما لا ينقط الكتبة نقطة إلا في محلها. ومنها الإشارة إلى أنهم أعجموا حروف أجسام الكفار، ليتميزوا من المسلمين) . اهـ.
في قوله (بسمر) كناية عن موصوف وهو الرماح.
في قوله (حرف) تورية. ورّى بالحرف الهجائي عن جانب الجسم.
١٣١ - شاكي السّلاح، لهم سيما تميّزهم ... والورد يمتاز بالسّيما عن السّلم
[اللغة:]
شاكي السلاح: ذوي سلاح تام وحاد. سيما: علامة. السلم: شجر ذو شوك.
[المعنى:]
وهؤلاء الصحابة مدججون بالسلاح كخصومهم، ولكنهم يتميزون باثار السجود على جباههم. ولا عجب في ذلك، فالورد والسلم كلاهما شجر مورق ذو شوك، ولكن الورد يتميز من السلم برائحته الطيبة ومنظره الحسن.