ابن الحكم الكاتب، وهو آخر من بقى من ولد مسلمة بن عبد الرحمن بن معاوية، المعروف بكليب، وإليه تنسب أرحى كليب التى على النهر بقبلى قرطبة؛ فورّثت أنا ماله محمّد بن عبد الملك بن عبد الرحمن [بن عبد الملك بن عبد الرحمن] ابن سعيد الخير بن عبد الرحمن بن معاوية. بالقعدد، ودفعته إليه، وقضيت له به؛ وما كان عند محمد بن عبد الملك بن عبد الرحمن هذا علم بأنه مستحق هذا المال، ولا كان له طمع فى أخذه؛ فلولا علمى بالنسب لضاع هذا المال، وأخذه غير أهله بغير حق! ومثل هذا كثير.
قال علىّ: فجمعنا فى كتابنا هذا تواشج أرحام قبائل العرب، وتفرّ بعضها من بعض، وذكرنا من أعيان كلّ قبيلة مقدارا يكون من وقف عليه خارجا من الجهل بالأنساب، ومشرفا على جمهرتها. وبالله تعالى التوفيق.
وبدأنا بولد عدنان، لأنهم الصريح من ولد إسماعيل الذّبيح بن إبراهيم الخليل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم، سيد ولد آدم-عليه السلام-من عدنان.
وابتدأنا من ولد عدنا بقريش لموضعه عليه السلام منهم، وابتدأنا من قريش بالأقرب فالأقرب منه عليه السلام، ثمّ الأقرب فالأقرب من قريش. وابتدأنا من ولد قحطان بالأنصار-رضى الله عنهم-لأنّهم أولى الناس بذلك، لتقديم الله تعالى إياهم فى الفضل، ولما أظهر الله عزّ وجلّ بأيديهم من الدين، فأوجب لهم بذلك حقّا على كل مسلم؛ ثمّ بالأقرب فالأقرب من الأنصار.
وبالله تعالى التوفيق، لا رب غيره. [ولا معبود سواه].