إخوتي في الله .. من ذاق هذا الإنس واستشعره لم تكن لذته وشهوته إلا في الانفراد والخلوة بعيدًا عن الناس، ويكون أثقل شيء عليه ما يعوق هذا الإنس ويعطله، قيل لبعض الحكماء: متى يذوق العبد طعم الإنس بالله؟ فقال: إذا صفا الود، وخلصت المعاملة، قيل: متى يصفو الود؟ فقال: إذا اجتمع الهم فصار همَّا واحلَما في الطاعة ..
نعم إخوتاه .. في الإنس بذكر الله قرة العين، وطمأنينة القلب، وسعادة النفس، ومن قرت عينه بالله قرت به كل عين.
وبعد، فإن الهدف من هذا الجزء ليس استقصاء الأذكار وسردها فقط - وإن كنت فعلاً قد اجتهدت في ذلك - ولكن المقصود الفعلي لهذا الجزء هو التعليم بمعنى: اللهم للأذكار، والإدراك لمعانيها، والإحساس بلذتها، والسعادة بالحرص على المواظبة عليها، فلا تُفَوَّت كلمة من هذا الكتاب دون فهم
وعمل وتدبر فهو كتاب للدراسة والفقه والتعليم، فافقه.
هذا ذكر الله، بين يديك مقدماته وأصوله، وضوابطه ومتمماته، وما عليك إلا العمل .. هنينًا لك يا ابن الإِسلام، صفا جما المشرب - فتضلَع واشكر الملك الوهاب ..