حبيبي في الله .. أخي، هيا استشعر قرب ربك منك، ومعية الله لك عند ذكرك له، استشعر حقيقة الحب ونعيم القرب وقرة العين بذكر الله.
قال - صلى الله عليه وسلم -: "يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: أَنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بيِ، وَأَنا مَعَهُ إِما ذَكَرَني"(صحيح البخاري: ٦٩٧٠)، وقال عز وجل:"أنا مَعْ عَبْدي مَا ذَكَرَني وَتَركَتْ بي شَفَتَاهُ".
(صحيح، سنن ابن ماجه: ٣٧٩٢).)
فإذا كان الله معك يجالسك فأي نعيم في الدنيا أكمل من هذا النعيم؟! وأي لذة في الدنيا مثل هذه اللذة؟! عد - أخي - إلى رياض الخلوة، وتقلب في الذاكرين، وأسبل دموع عينيك حبا وشوقًا لرب العالمين، أَمِط عن قلبك ران النوم وتسلل من معسكر النائمين، وانطرح على بساط القرب، واهنا بنسيم السحر؛ تجد جنة ونعيمًا في الأسحار حيث تلهج قلوب الأبرار بذكر الملك الجبار، وتشتاق إلى
قربه، وترجو مودته وحبه، ومن ذاق عرف.
حقاً إخوتاه .. يكاد شعر المرء يشيب، ويكاد عقله يطيش من جلال هذا المعنى: أن يكون الله معك .. تذكره فيذكرك ..
تتلو كلامه فيحدثك، وتدعوه فيجيبك، وتناديه فيلبيك، هذه قمة استشعار الإنس والقرب، فإياك أن تموت ولم تأنس بربك،