وكان أبو هريرة - رضي الله عنه - يسبح كل يوم اثنتي عشرة ألف تسبيحة.
وكان حسان بن عطية - رحمه الله - إذا صلى العصر يذكر الله في المسجد حتى تغيب الشمس.
وقال شيخ الإِسلام ابن تيمية - رحمه الله - لتلميذه ابن القيم - رحمه الله - مرة: لا أترك الذكر إلا بنية إجمام النفس وإراحتها؛ لأستعد بتلك الراحة لذكر آخر.
فلذلك - أخي الكريم - قَوَّ بناء إيمانك بالذكر، أسس أعمدة يقينك بذكر الله، طهر قلبك واغسل درَنَ ذنبك بذكر الله - سبحانه وتعالى -، واذكر الله يذكرك.
وهذا كتاب خاص للأذكار لم أجعله ككتب وكتيبات ورسائل الأذكار التي اطلعت عليها، فيها يسوق المؤلف الذكر فقط، وإنما أردت هذا الجزء تعليمًا بأن أذكر الحديث لمعرفة ثواب وأجر هذا الذكر وتعظيمه، ثم أضفت كليمات يسيرة تسبق كل ذكر أو تعقبه تحفيزًا للعمل وتنشيطًا للهمة.
وقد حرصت كل الحرص في هذا الكتاب وفي غيره ألا أسوق إلا حديثاً صحيحًا، وأكون على ثقة تامة من صحته؛ فخذها واعمل بها مطمئنًا واثقا مصدِّقًا.