للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وقف حتى غربت

الشمس فأقبل يكبّر الله ويهلِّله ويعظمه حتى انتهى إلى المزدلفة.

ثم تصلِّى الصبحَ في هذا اليوم في أوّل وقتها وتبالغَ في تبكيرها، ثم تسيرَ إلى المشعر الحرام وهو جبل صغير في آخر المزدلفة يُسمى "قُزَح"، فإن أمكنك صعودُه صَعَدته وإلا وقفت تحتَه مستقبلَ الكعبة فتحمد الله - عز وجل - وتكبِّره وتُهلِّله وتُوحِّده وتُسبِّحه، وتكثر من التلبية والدعاء.

ثم إذا أسفر الفجرُ انصرفتَ من المشعر الحرام، متوجهًا إلى مِنىَ وشعارك التلبيةُ والأذكارُ والدعاءُ والإِكثارُ من ذلك كلّه، ولتحرصْ على التلبية. فهذا آخر زمنها، وربما لا يُقدَّر لك في عمرك تلبية بعدها.

واعلم أن التلبية لا تزالُ مستحبةَ حتى ترميَ جمرة العقبة يومَ النحر، أو تطوفَ طوافَ الإفاضة إن قدّمته عليها، فإذا بدأت بواحد منهما تقطعَ التلبيَة، مع أول شروعك فيه، واشتغلت بالتكبير.

ومع آخر حصاة ترميها تنقطع التلبية، وبهذا لم تعد مركزًا للأرض بتلبيتك حيث قطعتها، لكن لا تحزن .. بل استمر في ذكر الله؛ فالأرض تفتخر بأن مرَّ عليها ذاكر لله، فاجعلها تفتخر بك دومًا.

<<  <   >  >>