للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وها هنا عجيبة من عجائب الأسماء والصفات تحصل لمن تفقه قلبه في معاني القرآن وخالط بشاشة الإيمان بها قلبه بحيث يرى لكل اسم وصفة موضعًا من صلاته ومحلا منها:

فإنه إذا انتصب قائمًا بين يدي الرب - عز وجل - شاهد بقلبه قيوميته - سبحانه وتعالى -.

وإذا قال: الله أكبر شاهد كبرياءه - سبحانه وتعالى - ..

وإذا قال: سبحانك اللهم وبحمدك، تبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك؛ شاهد بقلبه ربًّا منزهًا عن كل عيب، سالمًا من كل نقص محمودًا بكل حمد فحمده يتضمن وصفه بكل كمال وذلك يستلزم براءته من كل نقص تبارك اسمه، فلا يُذْكَرُ اسمُه تعالى على قليل إلا كثره، ولا على خير إلا أنماه وبارك فيه، ولا على آفة إلا أذهبها، ولا على شيطان إلا رده خاسئًا داحرًا.

وإذا قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم فقد أوى إلى ركنه الشديد، واعتصم بحوله وقوته من عدوه الذي يريد أن يقطعه عن ربه ويبعده عن قربه؛ ليكون أسوأ حالاً.

وهكذا إذا استحضر القلب المعاني حصلت الهيبة؛ فحصل الخشوع؛ فحصل الأجر؛ فكان القرب والحب، فلا تبدأ مباشرةً بقراءة الفاتحة؛ أنت بين يدي الملك جل جلاله ..

<<  <   >  >>