للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تحير زفر في جواب إيراد الأصمعي قول رجل حين سئل عن سنه ما بين ستين إلى سبعبن هل يكون ابن تسع حيث أخرجهما زفر عملا بأصل الغاية إلى أبي حنيفة يدخل الأولى فقط ضرورة أنه تحقيق لما يترتب تحققه على تحقق المبدأ سواء وجد المرتب عليه أولًا كما في من واحد إلى اثنين فإن عدم ترتب الحصول على التحصيل للخطأ في طريقه ولما ذكر المبدأ له بخلاف ما إذا لم يذكره نحو أنت طالق ثانية حيث يقع واحدة فإن لم يخطأ في طريقه فمعه وإلا فالمبدأ فقط سواء كان المبدأ واحدا أو ما فوقه نحو من عشرة إلى عشرين بخلاف الغاية الأخيرة إذ لا يتوقف تحقق المغيا عليها وصدر الكلام لم يتناولها وهكذا حكم ما بين الواحد إلى العشرة ويؤيد مذهب أبي حنيفة قوله عليه السلام "أكثر أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين" (١) ومنه أخذ الأصمعي إلزام زفر فلا يرد أن التضايف بين مفهوم الأولى والثانوية لا ذاتياتهما وإن عد الواحد جزاء مغلظة من باب اشتباه المعروض بالمعارض فإنه جزء موجب اللفظ حاصل وإنها لم يخرج الأخيرة في كل إلى عشرة لقمات واشتر كذا إلى عشرة وفيما تكفل إليها لدلالة الحال فإن المبيح أو الموكل أو المتكفل إلى كذا لا يباشرها أو وهو راض بتمامها بخلاف الطلاق إذ لاحتراز عن الثالثة بل عن تكثيره غالب والإقرار فإنه يقتضي تحقق المخبر عنه تعينًا.

(وفي) للظرفية فالزمانية للمعاني والمكانية لها (٢) وللذوات حقيقيين كانتا نحو صمت في يوم الاثنين وزيدًا وجلوسه في الدار ومجازين نحو طيب الحال في دولة فلان إذا لم يقدر مضاف والنظر في الكتاب أو زيد في نعمة وحقيقة كانت نفس الظرفية كالقدر المختص بالمظروف في الأمثلة المذكورة أو اعتبارية كالأشمل منه فالأقسام اثنا عشر وفيها أصول:

١ - أن تقارن المظروف إلا لدليل كالإقرار بغصب ثوب في منديل وتمر في قوصرة لزما بخلاف دابة في اصطبل.


(١) أخرجه ابن حبان في صحيحه (٧/ ٢٤٦) ح (٢٩٨٠)، والحاكم في مستدركه (٢/ ٤٦٣) ح (٣٥٩٨)، وقال صحيح على شرط البخاري ومسلم ولم يخرجاه والترمذي (٥/ ٥٥٣) ح (٣٥٥٠) وقال: حسن غريب، والبيهقي في الكبرى (٣/ ٣٧٠) ح (٦٣١٤)، وابن ماجه (٢/ ١٤١٥) ح (٤٢٣٦)، والطبراني في الأوسط (٦/ ٨٥) ح (٥٨٧٢)، والإسماعيلي في معجم الشيوخ (١/ ٥٠٣) ح (١٥١)، وأبو يعلى في مسنده (١٠/ ٣٩٠) ح (٥٩٩٠)، والقضاعي في مسند الشهاب (١/ ١٧٤ - ١٧٥) ح (٢٥٢).
(٢) انظر التقرير والتحبير (٢/ ٩٣)، المحصول لفخر الدين الرازي (١/ ٥٢٨)، الإبهاج لابن السبكى (١/ ٣٤٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>