للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المروات وتعليم لسنة التواضع بقبولهما وإظهار الشفقة ومراعاة حق الأخوة لا سيما في الكفالة ببذل الذمة في قبول الدين والمطالبة وتسكين قلب الطالب كما يتحقق الكل الشركة التي يتضمنها. وفي الحوالة تفريغ ذمة أخيك وتخليصه عن تحمل مذلة التقاضي قال عليه السلام "من فرج عن أخيه المسلم كربة" (١) الحديث وقال عليه السلام "إن من موجبات المغفرة إدخال السرور في قبل المرء" (٢) وفي الرواية "أول ما يلقاه العبد إذا بعث من قبره السرور الذي أدخله في قلب أخيه المسلم متمثلا بصورة ذى وجه حسن يبشره الخير" (٣) ثم في الهبة والإعادة إظهار المروة وإحسان بغير ضمان وخير الناس من ينفع الناس والتخلق بأخلاق الجواد الكريم وفي جود الأبرار استرقاق الأحرار فإن الإنسان عبد الإحسان.

قال عليه السلام "تهادوا فإن الهدية تذهب بالضغائن" ومن جمع المال ولم ينفق أثر ذلك في توطين القلب عليه فيهلك بحبه إذ حب الدنيا رأس كل خطيئة ولو أنفق أخلف ففيه صلاح دينه ودنياه عند التوسط بين الإفراط والتفريط لقوله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا أنفَقُوا} [لفرقان: ١٦٧] الآية وعليه سنة الله في قسمة أرزاق الخلق بقدر حالاتهم كما يقتضيه حكمته البالغة وكذا قبول الودائع وحفظ الأمانة من المروة والأمين محبوب عند الله تعالى وعند عباده. قال عليه السلام "الأمانة تجر الغناء والخيانة تجر الفقر" (٤) ويقال كان ابتلاء الحلاج بالصلب لعدم حفظ أمانة سر الله.

ثم في الوصية بالمال والإيصاء إلى آخر تلافي التفريطات فإن الإنسان مغرور بأمره مقصر في عمله بحيث إذا خاف من عرض له المرض طي حياته وارد تلافى ما فرط فوصى فلو مات تحقق مقصده الأخروي ولو صح فله الرجوع وصرفه إلى أهم مقاصده وفيها ازدياد حياته والتمرين بمكارم الأخلاق وقت وفاته، لقوله عليه السلام: "إذا مات


(١) أخرجه مسلم (٤/ ١٩٩٦) ح (٢٥٨٠) وابن حبان في صحيحه (٢/ ٢٩١) ح (٥٣٣) والحاكم في مستدركه (٤/ ٤٢٥) ح (٨١٥٩) والترمذي (٤/ ٣٤) ح (١٤٢٥) والبيهقي في الكبرى (٦/ ٩٤) ح (١١٢٩٢) وأبو داود (٤/ ٢٧٣) ح (٤٨٩٣) والنسائي في الكبرى (٤/ ٣٠٨) ح (٧٢٨٤) وابن ماجه (١/ ٨٢) ح (٢٢٥) والإمام أحمد في مسنده (٢/ ٩١) ح (٥٦٤٦).
(٢) أخرجه القضاعى في مسند الشهاب (٢/ ١٧٩) ح (١١٣٩).
(٣) لم أجده.
(٤) أخرجه القضاعى في مسند الشهاب (١/ ٧٢) ح (٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>