للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بسهم فنزعه، ولم يبطل صلاته، حتى رشقة بثلاثة أسهم، فلم ينصرف منها حتى سلم، فأيقظ صاحبه، فقال: سبحان الله، هلا نبهتني، فقال: إني كنت في سورة فكرهت أن أقطعها. «١»

كان لهذه الغزوة أثر في قذف الرعب في قلوب الأعراب القساة، وإذا نظرنا إلى تفاصيل السرايا بعد هذه الغزوة، نرى أن هذه القبائل من غطفان لم تجترئ أن ترفع رأسها بعد هذه الغزوة، بل استكانت شيئا فشيئا حتى استسلمت، بل وأسلمت، حتى نرى عدة قبائل من هذه الأعراب، تقوم مع المسلمين في فتح مكة، وتغزو حنينا، وتأخذ من غنائمها، ويبعث إليها المصدقون فتعطي صدقاتها بعد الرجوع من غزوة الفتح، فبهذا تم كسر الأجنحة الثلاثة التي كانت ممثلة في الأحزاب، وساد المنطقة الأمن والسلام، واستطاع المسلمون بعد ذلك أن يسدوا بسهولة كل خلل وثلمة حدثت في بعض المناطق من بعض القبائل، بل بعد هذه الغزوة بدأت التمهيدات لفتوح البلدان والممالك الكبيرة، لأن داخل البلاد كانت الظروف قد تطورت لصالح الإسلام والمسلمين.

[سرايا النبي ص في السنة السابعة]

وبعد الرجوع من هذه الغزوة أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شوال سنة ٧ هـ. وبعث في خلال ذلك عدة سرايا. وهاك بعض تفصيلها:

١- سرية غالب بن عبد الله الليثي إلى بني الملوح بقديد

، في صفر أو ربيع الأول سنة ٧ هـ. كان بنو الملوح قد قتلوا أصحاب بشير بن سويد، فبعثت هذه السرية لأخذ الثأر. فشنوا الغارة في الليل فقتلوا من قتلوا، وساقوا النعم، وطاردهم جيش كبير من العدو، حتى إذا قرب من المسلمين نزل مطر، فجاء سيل عظيم حال بين الفريقين. ونجح المسلمون في بقية الإنسحاب.

٢- سرية حسمي

في جمادي الثانية سنة ٧ هـ، وقد مضى ذكرها في مكاتبة الملوك.

٣- سرية عمر بن الخطاب إلى تربة

في شعبان سنة ٧ هـ. ومعه ثلاثون رجلا، كانوا يسيرون الليل ويستخفون في النهار، وأتى الخبر إلى هوازن فهربوا، وجاء عمر إلى محالهم، فلم يلق أحدا فانصرف راجعا إلى المدينة.

٤- سرية بشير بن سعد الأنصاري إلى بني مرة بناحية فدك

في شعبان سنة ٧ هـ، في


(١) زاد المعاد ٢/ ١١٢، وانظر لتفصيل مباحث هذه الغزوة ابن هشام ٢/ ٢٠٣، إلى ٢٠٩، زاد المعاد ٢/ ١١٠، ١١١، ١١٢، فتح الباري ٧/ ٤١٧ إلى ٤٢٨.

<<  <   >  >>