للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لم يكن في الأئمة قريشي قبل الشافعي، ولم يتصف بهذه الصفة أحد قبله ولا بعده فهو العالم المبعوث في رأس المائة الثانية.

المشار إليه في حديث أبي داود «ويبعث الله على كل رأس مائة سنة من يجدد لهذه الأمة أمر دينها» (١) فإنه مات سنه أربع بعد مائتين.

وكان - رضي الله عنه - يختم القرآن في كل يوم مرة، وكان يختم في رمضان ستين مرة كل ذلك في الصلاة وكان بقول: من ادعى أنه جمع بين حب الدنيا وخالفها في قلبه فقد


(١) أخرجه أبو داود في سننه (٤/١٠٩، رقم ٤٢٩١) عن أبي هريرة.
وأخرجه أيضاً: الحاكم في المستدرك (٤/٥٦٧، رقم ٨٥٩٢) ، والطبراني في المعجم الأوسط (٦/٣٢٣، رقم ٦٥٢٧) ، وأبو عمرو المقرئ في السنن الواردة في الفتن (٣/٧٤٢، رقم ٣٦٤) ، والديلمي في الفردوس (١/١٤٨، رقم ٥٣٢) .
قلت: وأما قول المصنف: إن إمامنا الشافعي هو المشار إليه بهذا الحديث، فقد ورد ذلك عن أفاضل العلماء وعلى رأسهم الإمام أحمد بن حنبل، فقد روى الخطيب في تاريخ بغداد (٢/٦٢) من طريق أبي سعيد الفريابي قال: قال أحمد بن حنبل: إن الله تعالى يقيض للناس في كل راس مائة سنة من يعلمهم السنن، وينفي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الكذب فنظرنا فإذا في رأس المائة عمر بن عبد العزيز، وفي رأس المائتين الشافعي - رضي الله عنه -.
وقال الذهبي في السير (١٧/١٩٥) : قال ابن الصلاح والشيخ أبي حامد تأول بعض العلماء هذا الحديث فكان الشافعي على رأس المئتين.

<<  <  ج: ص:  >  >>