قلت: والرواية التي فيها أنه كان لها سقط من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند الخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق (١/٣١٣) بلفظ عن عائشة أنها قالت: «أسقطت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سقطاً فسماه عبد الله وكناني به» ، وأخرجه أيضاً: الرافعي في في التدوين (١/٤٦٤) . قال ابن حجر في التلخيص (٤/١٤٧) : في إسناده داود بن المحبر وهو كذاب، وجزم بعدم صحة الخبر المناوي في فيض القدير (٤/١١٢) . ويؤيد عدم صحة الخبر ما أخرجه ابن حبان في صحيحه (١٦/٥٤، رقم ٧١١٧) عن عائشه وفيه أنها قالت: «فما زلت أكني به وما ولدت قط» أي: عبد الله ابن أختها. وبما أخرجه عبد الرزاق في المصنف (١١/٤٢، رقم ١٩٨٥٨) ، ومن طريقه أحمد في المسند (٦/١٥١، رقم ٢٥٢٢٢) ، والطبراني في المعجم الكبير (٢٣/١٨، رقم ٣٥) عن معمر عن هشام بن عروة عن أبيه أن عائشة قالت يا رسول الله كل نساءك لهن كنية غيري، فقال لها: «اكتني أنت أم عبد الله» ، فكان يقال لها: أم عبد الله حتى ماتت ولم تلد قط. وبما أخرجه أبو داود (٤/٢٩٣، رقم ٤٩٧) ، وأحمد في المسند (٦/١٥١، رقم ٢٦٢٨٥) عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنها قالت: كل صواحبي لهن كنى، قال: «فاكتني بابنك عبد الله» يعني ابن أختها. قال عبد الله بن الزبير: فكانت تكنى بأم عبد الله حتى ماتت. قال ابن حجر في التلخيص (٤/١٤٨) سنده صحيح. وبما أخرجه الطبراني في الكبير (٢٣/١٨، رقم ٣٤) عن عائشة قالت: «كناني النبي - صلى الله عليه وسلم - أم عبد الله ولم يكن لي ولد قط» . وبما أخرجه الطبراني أيضاً: (٢٣/١٩، رقم ٣٩) عن هشام بن عروة عن أبيه قال: كنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عائشة ولم يولد لها» . وبمجموع هذه الروايات والأحاديث التي يشد بعضها بعضاً بان لنا بطلان من يقول أن لها سقط وكنيت به استناداً إلى رواية داود بن المحبر، قال ابن حجر في التلخيص (٤/١٤٨) وهذا كله يضعف رواية داود بن المحبر، وقد سبق أن الحافظ قال: إنه كذاب.