للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ونقل بعض علماء التعبير عن دانيال - عليه السلام - أنه قال: الأرواح يعرج بها إلى السماء السابعة حتى تقف بين يدي رب العزة فيؤذن لها بالسجود، فما كان طاهراً سجد تحت العرش، وما كان غير طاهر سجد قاصياً فلذلك، يستحب لمن أراد أن ينام، أن ينام على طهارة.

فائدة: قال العلماء: وإذا كان الإنسان يقرع في منامه فليقل ما رواه ابن السني أنه قال جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فشكا أنه يفزع في منامه فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «إذا أويت إلى فراشك فقل أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه، ومن شر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون، فقالها فذهب عنه» ، وكان عبد الله بن عمرو (١) يعلمهن من عقل من بنيه، ومن لم يعقل كتبهن فعقلهن عليه، نقل ذلك أبو داود وغيره (٢) .

وإذا رأى في نومه ما يحب فليحمد الله تعالى وليحدث بها، وإذا رأى ما يكرهه فليستعذ بالله من شرها ولا يذكرها لأحد فقد ورد في هذا الصحيح عن أبي سعيد الخدري - صلى الله عليه وسلم - أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها فإنما هي من الله فليحمد الله تعالى عليها وليحدث بها» ، وفي رواية (٣) «ولا يحدث بها إلا من يحب، وإن رأى غير ذلك مما يكره إنما هي من الشيطان فليستعذ بالله من شرها ولا


(١) هو: عبد الله بن عمرو بن العاص، من قريش ولد قبل الهجرة بسبع سنوات، معدود في الصحابة، من النساك، من أهل مكة، كان يكتب في الجاهلية، ويحسن السريانية، وأسلم قبل أبيه، فاستأذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أن يكتب ما يسمع منه فأذن له، وكان كثير العبادة حتى قال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إن لجسدك عليك حقاً، وإن لزوجك عليك حقاً، وإن لعينيك عليك حقاً ... الحديث» ، وكان يشهد الحروب والغزوات، ويضرب بسيفين، وحمل رآية أبيه يوم اليرموك، وشهد صفين مع معاوية، وولاه معاوية الكوفة مدة قصيرة، ولما ولي يزيد امتنع عبد الله من بيعته، وانزوى كما في إحدى الروايات بجهة عسقلان، منقطعاً للعبادة، وعمي في آخر حياته، توفي سنة: ٦٥هـ‍، واختلفوا في مكان وفاته، له ٧٠٠ حديث.
(٢) أخرجه أبو داود في سننه (٤/١٢، رقم ٣٨٩٣) ، والنسائي في السنن الكبرى (٦/١٩١، رقم ١٠٦٠٢) ، وفي عمل اليوم والليلة (ص: ٤٥٣، رقم ٧٦٦) وفيه اسم الرجل الذي يفزع، عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: كان خالد بن الوليد بن المغيرة رجلاً يفزع في منامه فذكر ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إذا اضطجعت فقل باسم الله أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه ومن شر عباده، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون» فقالها فذهب ذلك عنه.
وأخرجه أيضاً: أحمد في مسنده (٢/١٨١، رقم ٦٦٩٦) ، والحاكم في المستدرك (١/٧٣٣، رقم ٢٠١٠) ، وابن أبي شيبة في المصنف (٥/٥٠، رقم ٢٣٥٩٨) ، وأبو بكر الإسماعيلي في معجم شيوخه (١/٤٦٢، رقم ١١٦) .
(٣) هذه الرواية وردت في حديث آخر غير حديث أبي سعيد الآتي فهي عند البخاري في الصحيح (٦/٢٥٨٢، رقم ٦٦٣٧) عن عبد ربه بن سعيد قال: سمعت أبا سلمة يقول: لقد كنت أرى الرؤيا فتمرضني، حتى سمعت أبا قتادة يقول وأنا كنت أرى الرؤيا تمرضني حتى سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «الرؤيا الحسنة من الله فإذا رأى أحدكم ما يحب فلا يحدث به إلا من يحب، وإذا رأى ما يكره فليتعوذ بالله من شرها ومن شر الشيطان وليتفل ثلاثاً ولا يحدث بها أحداً فإنها لن تضره» .
وأخرجه أيضاً: النسائي في السنن الكبرى (٦/٢٢٣، رقم ١٠٧٣٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>