للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إنما كان ورقة ابن عم خديجة لأنها: خديجة بنت خويلد بن أسد، وهو: ورقة بن نوفل بن أسد، وورقة كان من علماء قريش وشعرائهم، وكان يدعى القس، وكان يعرف اللسان العربي والعبراني أي: صار نصرانياً وترك عبادة الأوثان، وفارق طريق الجاهلية.

والجاهلية: المدة التي قبل نبوة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما كانوا عليه من فاحش الجهالات، وقيل: هو زمن من الفترة مطلقاً.

«وكان أي: ورقة يكتب الكتاب العبراني فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب» هكذا وقع هنا ووقع في كتاب «التصبير» وفي مسلم (١) : «وكان يكتب الكتاب العربي بالعربية» (٢) .

قال النووي: وحاصلة أنه تمكن من معرفة دين النصارى وكتابتهم، وتصرف حتى


(١) انظر صحيح مسلم (١/١٣٩، رقم ١٦٠) .
وحديث بدء الوحي وما كان من خديجة وورقة ابن عمها عند أبو عوانة في مسنده (١/١٠٢، رقم ٣٢٨) ، وابن منده فى الإيمان (٢/٦٨٩، رقم ٦٨١) ، والبيهقي فى السنن الكبرى (٩/٥، رقم ١٧٤٩٩) ، والدولابي في الذرية الطاهرة (ص ٣٣، رقم ٢٢) .
وانظر: السيرة لابن هشام (٢/٢١٧) .
(٢) قال ابن حجر في الفتح (١/٧٦) : قوله: «فكان يكتب الكتاب العبراني فيكتب من الإنجيل بالعبرانية» .
وفي رواية يونس ومعمر: ويكتب من الإنجيل بالعربية، ولمسلم: فكان يكتب الكتاب العربي، والجميع صحيح، لأن ورقة تعلم اللسان العبراني والكتابة العبرانية فكان يكتب الكتاب العبراني كما كان يكتب الكتاب العربي، لتمكنه من الكتابين واللسانين.
ووقع لبعض الشراح هذا خبط فلا يعرج عليه وإنما وصفته بكتابة الإنجيل دون حفظه لأن حفظ التوراة والإنجيل لم يكن متيسراً، كتيسر حفظ القرآن الذي خصت به هذه الأمة، فلهذا جاء في صفتها: «أناجيلها صدورها» .

<<  <  ج: ص:  >  >>