الغدر أي: لا تغدر فتكون دنس الثياب.
وقيل: المراد بالثياب النفس، أي: طهر نفسك من الذنوب.
وقيل: المراد بها الأهل، أي: طهر أهلك من ارتكاب الخطايا بأن تعظهم وتؤدبهم، فإن الأهل يسمون بالثياب واللباس قال الله تعالى ?هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ? [البقرة: ١٨٧] .
وقيل: المراد بالثياب النساء، أي: طهر نساك بأن تختار حال التزويج بهن النساء العفائف المؤمنات، وأن تستمتع بهن في الطهر لا في الحيض.
وقيل: المراد بالثياب الخُلق، أي: حسن خلقك.
وقيل: المراد بها الدين.
وأكثر المفسرين على أن المراد بالثياب: ما يلبس على البدن.
واختلفوا في تأويله على أربعة أقوال:
الأول: أن المراد بالتطهير الإنقاء أي: وثيابك فأنق.
الثاني: المراد بالتطهير من النجاسة.
الثالث: المراد بالتطهير اللبس من الحلال أي: طهر ثيابك من لبس الحرام ولا تلبس ثيابك إلا من كسب الحلال.
الرابع: المراد بقوله ?فَطَهِّرْ? فقصر فإن تقصير الثياب أبعد من النجاسة لأنها إذا أبحرت على الأرض لم يؤمن أن يصيبها ما ينجسها.
قال علي كرم الله وجهه: قصر ثيابك فإنه أتقى وأنقى.
والمراد بقوله ?وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ? الأوثان فاترك، وقيل: المأثم.
فائدة: انقطع جبريل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مدة أيام، قيل: اثنا عشر يوماً، وقيل: خمسة عشر يوماً، وقيل: خمسة وعشرين يوماً، وقيل: أربعين يوماً وسببه كما ذكره المفسرون أن اليهود سألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذي القرنين، وأصحاب الكهف، وعن الروح فقال سأخبركم غداً ولم يقل: إن شاء الله، فانقطع جبريل عنه هذه المدة، فقال المشركون: إن جبريل محمداً ودعه وقلاه أي: تركه ربه وبغضه، وقالت أم جميل امرأة أبي لهب أبطأ عليه شيطانه فأنزل الله تعالى تكذيباً لهم ?وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى? [الضحى: ١ - ٣] فأراد الله بقوله: ?وَالضُّحَى? جميع النهار لأنه قابله بالليل، وقيل: أراد وقت ارتفاع الشمس لأنه وقت شريف كلم الله فيه موسى بن عمران، وخرت فيه سحرة فرعون سجداً لله - عز وجل - فلهذا أقسم الله به، فإن