عن الكلبي أنه قال: كان لي ولد يقرأ القرآن وكلما قرأ منه شيئاً نسيه، فرأيت في المنام قائلاً يقول لي أكتب في إناء سورة ?الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ القُرْآنَ * خَلَقَ الإِنسَانَ * عَلَّمَهُ البَيَانَ * الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ? [الرحمن: ١ - ٥] ?لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ? [القيامة: ١٦ - ١٩] ?بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ? [البروج: ٢١ - ٢٢] وألق عليه من ماء زمزم واسقه ولدك يحفظ القرآن، فحفظ القرآن.
السابعة: هل الجهر بالقراءة أفضل أم السر؟
قال النووي - رضي الله عنه -: الإخفاء أفضل إن خاف الرياء أو كان يتأذى به مصلون، أو من ينام، والإجهار أفضل في غير ذلك، لأن العمل فيه أكثر، ولأن فائدته تتعدى على السامعين، ولأنه يوقظ قلب القارئ، ويجمع إلى الفكر ويصرف سمعه إليه ويطرد عنه النوم ويزيده في النشاط.
وقال بعض العلماء: يستحب الجهر ببعض القراءة والإسرار ببعضها لأن المرء قد يمل فيأنس بالجهر، والجهر قد يشكل فيستريح بالإسرار.
الثامنة: وهي مشتملة على مسائل:
يكره قطع القراءة لمكالمة أحد، لأن كلام الله لا ينبغي أن يؤثر كلام أحد عليه.
ويكره أيضاً: الضحك والعبث، والنظر إلى ما يرى.
ويستحب تقبيل المصحف قياساً على تقبيل الحجر الأسود، ولأنه هدية من الله فشرع تقبيله، كما يستحب تقبيل الولد الصغير.
ويستحب تطيبه، وجعله على كرسي ويحرم توسده لأن فيه إذلالاً وامتهاناً، وكذا يحرم مد الرجلين إليه كما قاله الزركشي، ويجوز تحليته بالفضة إكراماً له على الصحيح.
وأما القيام للمصحف إذا حضر فقال النووي: إنه يستحب لما فيه من التعظيم وعدم التهاون به، كما يستحب القيام لأهل الفضل إكراماً لهم خلافاً لما قاله ابن عبد السلام أن القيام بدعة.
ولا ينبغي للإنسان أن يصغر المصحف ويقول: مصيحف فقد أخرج أبو داود عن ابن المسيب قال: «لا يقول أحدكم مصحيف ولا مسيجد فما كان الله فهو عظيم» .