للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يرفلون، ويساقون يوم القيامة إلى العذاب وهم ينظرون أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون، وأنشدوا في المعنى:

إليك من مكرك يا سيدي ... محل البرايا بذا يحذرون

فكم ذنوب في عيوب مضت ... ونحن عنها سيدي غافلون

نضيع العمر نكسب الخطأ ... فنحن في أوقاتها لاعبون

نشاهد الموتى ولا نعتبر ... ولا تنبهنا الريب المنون

فنحن يا رب الورى كلنا ... إليك من زلاتنا هاربون

لكننا نسأل رب السماء ... عفواً وصفحاً كي تقر العيون

فائدة: إبليس عبد الله ثمانين ألف سنة ثم قيل له: أخرج منها فإنك رجيم صرح بذلك الغزالي في منهاج العابدين.

فائدة أخرى: رأى إسرافيل - عليه السلام - في اللوح المحفوظ أن عبداً يعبد ربه ثمانين ألف عام، ثم ترد عليه عبادته ويلعنه فبكى إسرافيل خوفاً أن يكون هو ذلك العبد، فسألته الملائكة عن ذلك فأخبرهم بما رآه في اللوح فبكوا جميعاً فكل منهم يخاف أن يكون هو ذلك العبد، ثم قالوا: نذهب إلى عزرائيل فإنه مجاب الدعوة فيدعو لنا، فأخبروه فدعا لهم وقال: اللهم لا تغضب عليهم ونسي أن يدعو لنفسه معهم ولم يقل: اللهم لا تغضب علينا.

وقيل: إنه رأى على باب الجنة مكتوباً: إن لله عبداً يعبده من المقربين يأمره فلا يمتثل أمره فقال: ائذن لي أن ألعنه فلعن نفسه بنفسه ألف عام، وكان اسمه في سماء الدنيا العابد، وفي الثانية الراكع، وفي الثالثة الساجد، وفي الرابعة الخاشع، وفي الخامسة القانت، وفي السادسة المجتهد، وفي السابعة الزاهد، ثم بعد ذلك سمي إبليس لأنه أبلس من رحمه الله.

وذكر الغزالي في الإحياء عن عيسى أنه قال: نبياً من الأنبياء شكى الجوع والعري والقمل سنتين، فأوحى الله إليه ما رضيت أن عصمت قلبك أن يكفر بي حتى تسألني الدنيا، فأخذ التراب وجعله على رأسه وقال: قد رضيت يا رب فاعصمني من الكفر.

خاتمة مشتملة على فوائد: قال النووي في الأذكار يحرم أن يقول الشخص: إني إن فعلت كذا فأنا يهودي أو نصراني، أو برئ من الإسلام ونحو ذلك، فإن قال ذلك وأراد حقيقة تعليق خروجه عن الإسلام ذلك صار كافراً في الحال، لأن تعليق الكفر كفر، في الحال لابد له أن يرجع عن معصيته ويندم على ما فعل وأن يعزم أن لا يعود إليه أبداً ويستغفر الله تعالى ويقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>