للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وروينا في سنن ابن ماجة عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «لم تظهر الفاحشة في قوم إلا ظهر فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم، ولا نقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنن، وشدة المؤنة، وجور السلطان، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا المطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط عليهم عدوهم فأخذ بعضهم ما كان في أيديهم، وإذا لم يحكم بينهم بكتاب الله إلا جعل الله بأسهم بينهم» (١) .

وذكر العلامة أبو الفرج ابن الجوزي في بعض مصنفاته أنه جاء في الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «من أدى زكاة ماله سمي في سماء الدنيا سخياً، وفي الثانية جواداً، وفي الثالثة مطيعاً، وفي الرابعة باراً، وفي الخامسة وفياً، وفي السادسة مباركاً محفوظاً منصوراً، وفي السابعة مغفوراً له، ومن منع زكاة ماله سمي في سماء الدنيا بخيلاً، وفي الثانية لئيماً، وفي الثالثة ممسكاً، وفي الرابعة مقتراً، وفي الخامسة عاصياً، وفي السادسة منزوعاً عنه بركة ماله، وفي السابعة مردوداً عليه عمله مضروباً به وجهه» (٢) .

وروى الترمذي عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «السخي قريب من


(١) أخرجه ابن ماجه في سننه (٢/١٣٣٢، رقم ٤٠١٩) عن عبد الله بن عمر قال: أقبل علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: «يا معشر المهاجرين خمس إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن ... فذكره.
وأخرجه أيضاً: الحاكم في المستدرك (٤/٥٨٣، رقم ٨٦٢٣) / والطبراني في مسند الشاميين (٢/٣٩٠، رقم ١٥٥٨) ، وفي المعجم الأوسط (٥/٦١، رقم ٤٦٧١) ، والبيهقي في شعب الإيمان (٣/١٩٦، رقم ٣٣١٤) ، وأبو عمر القاري في السنن الواردة في الفتن (٣/٦٩١، رقم ٣٢٧) .
قال البوصيري في مصباح الزجاجة (٤/١٨٦) : رواه الحاكم أبو عبد الله الحافظ في كتابه المستدرك في آخر كتاب الفتن مطولاً من طريق عطاء بن أبي رباح ... به، قال: هذا حديث صحيح الإسناد، هذا حديث صالح للعمل به، وقد اختلف في ابن أبي مالك وأبيه، فأما الولد فاسمه خالد بن يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك الدمشقي، فوثقه أبو زرعة الدمشقي وأبو زرعة الرازي وأحمد بن صالح المصري، وضعفه أحمد وابن معين والنسائي والدارقطني، وأما أبوه فهو قاضي دمشق وكان من أشمة التابعين، وثقه ابن معين وأبو زرعة الرازي وابن حبان والدارقطني والبرقاني، وقال يعقوب بن سفيان في حديثهما ليث يعني خالد وأبوه، ووراه البزار والبيهقي من هذا الوجه، ورواه الحاكم بنحوه من حديث بريدة وقال: صحيح الإسناد، ورواه مالك بنحوه موقوفاً على ابن عباس، ورفعه الطبراني وغيره إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -.
(٢) لم نقف عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>