للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فنهى عن منكر عدد تلك الستين والثلاثمائه، فإنه يمسي يومئذ وقد زحزح نفسه عن النار» (١) .

وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «تبسمك في وجه أخيك صدقة، وأمرك بالمعروف صدقة، ونهيك عن المنكر صدقة، وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة، ونصرك للرجل الرديء البصر لك صدقة، وإماطتك الحجر والشوك والعظم عن الطريق لك صدقة، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة» (٢) .

وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم» (٣) .

لطيفة: وروي عن أبي حفص النيسابوري أنه اشتغل قلبه بحب جارية، فاستشار بعض أصحابه كيف يتحيل إليها حتى يصل إليها، فأشار إليه أن يمضي إلى فلان اليهودي ليحتال له في أمرها فمضى إليه وأطلعه على حاله فأمره اليهودي أن لا يصلي أربعين يوماً ولا يعمل عملاً يرضاه الله تعالى، ففعل ذلك ثم ذهب إلى اليهودي بعد الأيام الأربعين وأعلمه بما فعل فشرع اليهودي في حيلة يحتال بها في أمره ليجمع بينه وبين الجارية، فلم يقدر على ذلك فقال اليهودي: أظن أنك قد عملت في هذه المدة شيئاً يرضاه الله تعالى من أفعال البر، فتفكر أبو حفص وقال: والله ما عملت شيئاً غير


(١) أخرجه مسلم في صحيحه (٢/٦٩٨، رقم ١٠٠٧) ، والنسائي في السنن الكبرى (٦/٢٠٩، رقم ١٠٦٧٣) ، وابن حبان في صحيحه (٨/١٧٣، رقم ٣٣٨٠) ، والبيهقي في السنن (٤/١٨٨، رقم ٧٦١١) ، وفي شعب الإيمان (٧/٥١١، رقم ١١١٦١) ، وأبو الشيخ في العظمة (٥/١٦٢٠) ، والمروزي في تعظيم قدر الصلاة (٢/٨٢٠، رقم ٨١٦) جميعاً من حديث عائشة رضي الله عنها.
(٢) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (١/٣٠٧، رقم ٨٩١) ، وابن حبان في صحيحه (٢/٢٨٧، رقم ٥٢٩) ، والترمذي في سننه (٤/٣٣٩، رقم ١٩٥٦) وقال: وفي الباب عن ابن مسعود وجابر وحذيفة وعائشة وأبي هريرة، وهذا حديث حسن غريب.
ورواه البزار في مسنده (٩/٤٥٧، رقم ٤٠٧٠) جميعاً من حديث أبي ذر - رضي الله عنه -.
(٣) بهذا اللفظ رواه أبو بكر البغدادي في تكملة الإكمال (١/٤٩٥) عن حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه -.
ورواه الطبراني في المعجم الصغير (٢/١٣١، رقم ٩٠٧) حذيفة بن اليمان مرفوعاً بلفظ: «من لا يهتم بأمر المسلمين فليس منهم، ومن لا يصبح ويمسي ناصحاً لله ولرسوله ولكتابه ولإمامه ولعامة المسلمين فليس منهم» .
ورواه أبو نعيم في حلية الأولياء (٣/٤٨) ، والبيهقي في شعب الإيمان (٧/٣٦١، رقم ١٠٥٨٦) عن أنس بن مالك مرفوعاً بلفظ: «من أصبح وهمه غير الله فليس من الله، ومن أصبح لا يهتم للمسلمين فليس منهم» . قال البيهقي: إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>