للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تستحب.

واختلف القائلون بالوجوب كلما ذكر، هل هو على العين فيجب على كل فرد، أو على الكفاية فإذا صلى واحد من الحاضرين سقط عن الباقين، والأكثر قالوا: على العين.

قال ابن حجر: وتمسك القائلون بالوجوب كلما ذكر بأحاديث تدل على إبعاد تاركها وشقاوته وبخله وجفاه وغير ذلك، وهي قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصلي عليً، ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له، وغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة» (١) .

وروي البخاري في الأدب المفرد، والطبري (٢) في تهذيبه، والدارقطني في الأفراد عن جابر - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رقي المنبر، فلما رقي الدرجة الأولي قال: «آمين» ، ثم رقي الثانية فقال: «آمين» ، ثم رقي الثالثة فقال: «آمين» فقالوا: يا رسول الله سمعناك تقول: «آمين» ثلاث مرات قال: «لما رقيت الدرجة الأولي جاءني جبريل فقال: شقى عبد أدرك رمضان فانسلخ منه ولم يغفر له، فقلت: آمين، ثم قال: شقى عبد أدرك والديه أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة، فقلت: آمين، ثم قال: شقى عبد ذكرت عنده فلم يصل عليك، فقلت: آمين» قال السخاوي: هو حديث حسن (٣) .

وذكر في كتاب شرف المصطفى لأبي سعيد الواعظ (٤)

: أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: «ألا أدلكم على خير الناس، وشر الناس، وأبخل الناس، وأكسل الناس، وألئم الناس، وأسرق الناس» قيل: يا رسول بلي، قال: «خير الناس من انتفع به الناس، وشر الناس من يسعي بأخيه المسلم، وأكسل الناس من أرق في ليلة فلم يذكر الله بلسانه وجوارحه، وألئم الناس من إذا ذكرت عنده فلم يصلي علي، وأبخل الناس من بخل


(١) أخرجه الترمذي في سننه (٥/٥٥٠، رقم ٣٥٤٥) عن أبي هريرة، وقال الترمذي عقبه: وفي الباب عن جابر وأنس، وهذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وربعي بن إبراهيم هو أخو إسماعيل بن إبراهيم وهو ثقة، وهو ابن علية، ويروي عن بعض أهل العلم قال: «إذا صلى الرجل على النبي - صلى الله عليه وسلم - مرة في المجلس أجزأ عنه ما كان في ذلك المجلس» .
والحديث عند أحمد في مسنده (٢/٢٥٤، رقم ٧٤٤٤) ، وابن حبان في صحيحه (٣/١٨٩، رقم ٩٠٨) .
(٢) هو: محمد بن جرير بن يزيد الطبري، أبو جعفر: المؤرخ المفسر الإمام. ولد في آمل بطبرستان ٢٢٤هـ، واستوطن بغداد وتوفي بها سنة: ٣١٠هـ‍، وكان أسمر، أعين، نحيف الجسم، فصيحاً، قد عليه القضاء فامتنع، والمظالم فأبى، له: أخبار الرسل والملوك، وجامع البيان في تفسير القرآن، ويعرف بتفسير الطبري في ٣٠ جزءاً، واختلاف الفقهاء، والمسترشد في علوم الدين، وجزء في الاعتقاد والقراءات وغير ذلك، وهو من ثقات المؤرخين، قال ابن الأثير: أبو جعفر أوثق من نقل التاريخ، وفي تفسيره ما يدل على علم غزير وتحقيق، وكان مجتهدا في أحكام الدين لا يقلد أحداً، بل قلده بعض الناس وعملوا بأقواله وآرائه.
(٣) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (ص ٢٢٤) عن جابر.
(٤) هو: مشهور بالخراز واسمه أحمد بن عيسى الخراز، أبو سعيد، من مشايخ الصوفية، بغدادي، نسبته إلى خرز الجلود، قيل: إنه أول من تكلم في علم الفناء والبقاء. له تصانيف في علوم القوم منها: كتاب الصدق، أو الطريق إلى الله.
ومن كلامه: إذا بكت أعين الخائفين، فقد كاتبوا الله بدموعهم.
مات سنة ٢٧٧هـ، وقيل: ٢٨٦هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>