للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بالتسليم على الناس، وأسرق الناس من سرق صلاته» قيل: يا رسول الله وكيف يسرق صلاته؟ فقال: «لا يتم ركوعها ولا سجودها» (١) .

وفي شرف المصطفى أيضاً: أن عائشة (٢) رضي الله عنها كانت تخيط شيئاً في وقت السحر، فسقطت الإبرة من يدها، وطفئ السراج، فدخل عليها النبي - صلى الله عليه وسلم - فأضاء البيت بضوءه - صلى الله عليه وسلم - ووجدت الإيرة فقالت: ما أضوء وجهك يا رسول الله، قال: «ويل لمن لا يراني يوم القيامة» قالت: ومن لا يراك يوم القيامة؟ قال: «البخيل» قالت: ومن البخيل؟ قال: «الذي لا يصلي علي إذا سمع باسمي» (٣) .

وفي حلية الأولياء لأبي نعيم (٤) : أن رجلاً مر بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ومعه ظبية قد اصطادها، فأنطق الله الظبية -سبحانه الذي أنطق كل شيء- فقالت: يا رسول الله: إن لي أولاداً، وأنا أرضعهم وإنهم جياع، فأمر هذا أن يخليني حتى أذهب فأرضع أولادي وأعود، قال: «فإن لم تعودي» قالت: إن لم أعد فيلعنني الله كمن تذكر بين يديهم ولم يصلوا عليك، أو كنت كمن صلى ولم يدع، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «أطلقها وأنا ضامنها» فذهبت الظبية، ثم عادت فنزل جبريل فقال: يا محمد الله يقرئك السلام ويقول لك: وعزتي وجلالي أنا أرحم بأمتك من هذه الظبية بأولادها، وأنا أردهم إليك كما رجعت الظبية إليك» (٥) .


(١) لم نقف عليه بهذا اللفظ.
(٢) ستأتي ترجمتها في المجلس السادس من كلام المصنف.
(٣) لم نقف عليه بهذا اللفظ.
(٤) أبو نعيم هو: أحمد بن عبد الله بن أحمد الأصبهاني، أبو نعيم: حافظ، مؤرخ، من الثقات في الحفظ والرواية، ولد سنة: ٣٣٦هـ‍ في أصبهان، وكانت وفاته بها سنة٤٣٠هـ‍، من تصانيفه: حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، ومعرفة الصحابة، وطبقات المحدثين والرواة، ودلائل النبوة، وذكر أخبار أصبهان، وكتاب الشعراء.
(٥) لم نجده في الحلية، ووقع في دلائل النبوة لأبي نعيم (ص ٣٢٠) قصة كلام الظبية وليس فيه أن جبريل نزل بعد عود الظبية وكلام رب العزة على نحو ما في هذه الرواية، رواه أبو نعيم فيه عن أبي كثير بن أرقم.
ورواه الطبراني في الكبير كما في مجمع الزوائد (٨/٢٩٥) من حديث أم سلمة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الصحراء فإذا مناد يناديه يا رسول الله فالتفت فلم ير أحداً، ثم التفت فإذا ظبية موثوقة فقالت: أدن مني يا رسول الله فدنا منها فقال: «حاجتك؟» فقالت: إن لي خشفين في هذا الجبل فخلني حتى أذهب فأرضعهما ثم أرجع إليك، قال: «وتفعلين؟» قالت: عذبني الله عذاب العشار إن لم أفعل، فأطلقها فذهبت فأرضعت خشفيها، ثم رجعت فأوثقها، وانتبه الأعرابي، فقال: ألك حاجة يا رسول الله؟ قال: «نعم تطلق هذه» فأطلقها فخرجت تعدو وهي تقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله.
قال الهيثمي: رواه الطبراني وفيه أغلب بن تميم وهو ضعيف.
وذكر الحافظ السيوطي في الخصائص الكبرى (٢/١٠١) القصة بهذا اللفظ عن أم سلمة وعزاها إلى الطبراني في الكبير وأبي نعيم.
أما الرواية التي رواها أبو نعيم في الدلائل عن أبي كثير بن زيد بن أرقم فهي أشد وأنكر ضعفاً من رواية أم سلمة لذا لم نأت بلفظها، ففي سنده: يعلى بن إبراهيم الغزالي، ترجم له الحافظ ابن حجر في لسان الميزان (٦/٣١١) وقال: لا أعرفه له خبر باطل عن شيخ واه، فساق الحديث بإسناد أبي نعيم إلى أبي كثير بن زيد بن أرقم ثم قال عقبه: هذا موضوع.

<<  <  ج: ص:  >  >>