للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أن لا يمد مده ... في قطع رزق لأحد

وللشيخ تاج الدين السبكي بيتان قريبان من هذين البيتين نقشهما بعض الأمراء على دواته فقال:

حلفت من يكتب بي ... بالله رب العالم

أن لا يمد مد ... تؤلم قلب عالم

وأيضاً يقال: إنما قدم - صلى الله عليه وسلم - اللسان على اليد لأن نكايته أعظم وأشد تأثيراً في القلب من نكاية اليد، ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم -: «أهج المشركين فإنه أشق عليهم من رشق النبل» (١) وقال الشاعر:

جراحات السنان لها التأم ... ولا يلتأم ما جرى اللسان

وقد ورد في شؤم اللسان، وفي فضل كفه، وفي الأمر بإمساكه، وفي النهي عن التكلم به بما لا يفيد أحاديث وآثار عن الصحابة والتابعين رضي الله عنهم أجمعين روينا في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها –أي: ما يتفكر في أنها خير أم لا-، يزل بها إلى النار أبعد ما بين المشرق والمغرب» (٢) .

وروينا في هذا الصحيح عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يلقي لها بالاً، رفع الله بها درجات» أي: يرفع الله بها درجاته أو يرفعه الله بها درجات «وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم» (٣) .

وروينا في كتاب الترمذي والنسائي وابن ماجة عن سفيان بن عبد الله الثقفي - رضي الله عنه - قال: قلت: يا رسول الله حدثني بأمر اعتصم به قال: «قل ربي الله ثم استقم» قلت: يا


(١) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (٤/٣٨، رقم ٣٥٨٢) ، والبيهقي في السنن الكبرى (١٠/٢٣٨، رقم ٢٠٨٩٥) عن عائشة بطرف: «اهجوا قريشاً فإنه أشد عليهم من رشق النبل» .
(٢) متفق عليه، أخرجه البخاري في صحيحه (٥/٢٣٧٧، رقم ٦١١٢) ، ومسلم في صحيحه (٤/٢٢٩٠، رقم ٢٩٨٨) عن أبي هريرة.
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه (٥/٢٣٧٧، رقم ٦١١٣) عن أبي هريرة.
وأخرجه أيضاً: البيهقي في السنن الكبرى (٨/١٦٤، رقم ١٦٤٤٢) ، وفي شعب الإيمان (٤/٢٤٦، رقم ٤٩٥٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>