للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تكلمت بالكلمة ملكتك ولا تملكنا.

فقال: بعضهم اللسان كالسبع إن لم توثقه أكلك.

وقال الغزالي في الإحياء: كان أبو بكر - رضي الله عنه - يضع في فمه حجراً ليمنع نفسه من الكلام، وكان يشير إلى لسانه ويقول: هذا الذي أوردني الموارد.

وقال ابن مسعود: والذي لا إله إلا الله هو ما شيء أحوج إلى طول السجن من اللسان.

وقال لقمان: قال لي سيدي: اذبح هذه الشاة وائتنا بأطيب ما فيها، فجاء بالقلب واللسان، وقال له مرة أخرى إذبح شاة وائتنا بأخبث لحمها، فأتى بالقلب واللسان، فقيل له في ذلك فقال: ليس في الجسد مضغتان أطيب منها إذا طابا، ولا أخبث إذا خبثا.

ونقل عن إمامنا الشافعي أنه قال: المؤمن إذا أراد أن ينور الله قلبه فليترك الكلام فيما لا يعنيه.

وقال أيضاً: ثلاثة تزيد في العقل مجالسة العلماء أو مجالسة الصالحين، وترك الكلام فيما لا يعنيه.

وقال معروف الكرخي: الكلام فيما لا يعنيك خذلان من الله.

وقال وهب بن منبه: العافية عشرة أجزاء تسعة منها في الصمت، واحدة في الهرب من الناس.

ولقد أحسن من قال:

وكم ساكن طال المنى بسكوت ... وكم ناطق يجني عليه لسان

قال سليمان - عليه السلام -: إذا كان الكلام من فضة فالصمت من ذهب.

فائدة: روى قس بن ساعده وأكتم بن صيفي اجتمعنا فقال أحدهما لصاحبه: وجد في ابن آدم من عيب فقال: عيوب ابن آدم أكثر من أن تحصى، الذي أحصيته ثمانية آلاف عيب، ووجد خصلة إن استعملها ستر العيوب، كأنه قال: ما هي؟ قال: حفظ اللسان.

وقال ابن مسعود - رضي الله عنه -: يا لسان قل خيراً تغنم أو أسكت تسلم من قبل أن تندم.

قيل: يا أبا عبد الرحمن هذا شيء تقوله من عندك أو شيء سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟

<<  <  ج: ص:  >  >>