للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويستحب أن يطلب الإنسان من صاحبه الصالح أن يزوره، وأن يكثر من زيارته فقد ورد في صحيح البخاري عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لجبريل - عليه السلام -: «ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا فنزلت ?وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلاَّ بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِياًّ? [مريم: ٦٤] » (١) .

ومن آداب المزور أن يكرم الزائر، ومن مستحباته: أن يكرم الزائر، وأن يلقي السجادة أو نحوها تحته، وأن يقوم بخدمته، ولا ينبغي للزائر أن يرد كرامة المزور عليه، وأن يقول أحدهما للآخر: كيف أصبحت وكيف حالك؟ فيقول له: صاحبه أصبحت مؤمناً أو في خير وعافية والحمد لله رب العالمين، ثم إذا استقر به المكان قدم له ما حضر من طعام أو شراب لله در القائل:

قدم لزائرك الطعام وحيه ... حتى يراه كأنه في حيه

والبيت إن لم يلق مأكول به ... لا فرق بين الميت فيه وحيه

ومنها: أنه يتهيأ للقاء الإخوان ويتجمل لهم فيلبس من أنظف ثيابه، ويتطيب ويتوضأ وضوء للصلاة، ويتزين لهم ما استطاع ثم يخرج إليهم.

قال صاحب الأنوار في آخر كتاب الغسل، ويستحب لمن يصحب الناس التنظيف بالسواك، وأخذ الشعر، واستعمال الطيب، وقطع الروائح الكريهة، وحسن الأدب معهم، لتزويد المودة والوقار، وأن يتمسك بصحبته الصديق الصدوق.

فقد كان السلف إذا ظفروا بما يصلح للصداقة يتمسكون به ولم يضيعوه، علماً بأن الصديق الصدوق أعز من الكبريت الأحمر.

ومنها: أن يكون أولاد أخيه في الله أولاده فقد كان كثير من السلف الصالح يقوم بكلفة أولاد إخوانهم في الله، ويصرفون إليهم كسيهم كما يصرفونها إلى أولادهم.

كما حكي عن إبراهيم بن أدهم أنه قال: أتيت بعض البلاد فنزلت في مسجد،


(١) أخرجه البخاري في صحيحه (٤/١٧٦٠، رقم ٤٤٥٤) عن ابن عباس.
وأخرجه أيضاً: الترمذي في سننه (٥/٣١٦، رقم ٣١٥٨) ، والنسائي في السنن الكبرى (٦/٣٩٤، رقم ١١٣١٩) ، وأحمد في مسنده (١/٣٥٧، رقم ٣٣٦٥) ، والطبراني في المعجم الكبير (١٢/٣٣، رقم ١٢٣٨٥) ، وأبو نعيم في حلية الأولياء (٥/١١٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>