للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الناس لم يشكر الله» (١) .

وفي حديث آخر: «من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير. ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله. والتحدث بنعمة الله شكر. وتركه كفر» (٢) .

وفي حديث آخر: «إن أشكر الناس لله أشكرهم للناس» (٣) .

فهذه الأحاديث تدل عل استحقاق العبد الشكر عن صدور النعمة منه.

فالجواب: أن الشارع - صلى الله عليه وسلم - إنما حث على شكرك إياه لا لكون النعمة صدرت منه. بل لكونها جرت على يده. فإذا شكرته عليها حمله ذلك الشكر على أن يزيد من فعل الخير. والمنعم بالحقيقة هو الله. فإذا شكرت عبداً لكونه أحسن إليك في الدنيا فإن شكره لكون الشارع - صلى الله عليه وسلم - أمر بذلك. لا لاعتقاد أنه فاعل ذلك. فإن شكرته معتقداً أن النعمة صدرت منه كنت مشركاً لا شاكراً. فإن العبد لا ينفع ولا يضر وربما تغير عليك. وانقلب حبه غضباً بأيسر الأسباب. والمحسن على الدوام الذي لا يتغير ولا يحول ولا يزول رب الأرباب.

الخامسة: دل الحديث على تعذيب جاحد الإحسان. وعلى أن إيمان النساء يزيد بشكر نعمة العشير.

السادسة: نساء الجنة مطهرات من الحيض والنفاس والبول والغائط والمخاط والبصاق وكل قذر. وكل أذى يكون من نساء الدنيا. وطهر الله بواطنهن من الأخلاق السيئة والصفات المذمومة. وطهر لسانهن من الفحش والنطق بالكلام السيئ. وطهر طرف كل واحدة منهن من إن تنظر به إلى غير زوجها. وطهر أثوابهن من أن يعرض لها دنس أو وسخ. ويدل على ذلك كله قوله تعالى: ?وَلَهُمْ فِيهَا أزواج مُّطَهَّرَةٌ? [البقرة: ٢٥] .

قيل: كانت أولاً حواء على صفة نساء الجنة مطهرة من الحيض وغيره. فلما أكلت


(١) أخرجه الترمذي في سننه (٤/٣٣٩. رقم ١٩٥٥) وقال: حسن صحيح. وأحمد في مسنده (٣/٣٢. رقم ١١٢٩٨) . وأبو يعلى في مسنده (٢/٣٦٥. رقم ١١٢٢) عن أبي سعيد.
(٢) أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده على المسند (٤/٣٧٥. رقم ١٩٣٧٠) . والبيهقي في شعب الإيمان (٦/٥١٦. رقم ٩١١٩) .
(٣) أخرجه أحمد في مسنده (٥/٢١٢. رقم ٢١٨٩٥) . والضياء المقدسي في المختارة (٤/٣٠٦. رقم ١٤٩٠) . والبيهقي في السنن الكبرى (٦/١٨٢، رقم ١١٨١٣) . والطيالسي في مسنده (ص: ١٤١، رقم ١٠٤٨) عن الأشعث بن قيس.

<<  <  ج: ص:  >  >>