للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لما عاملت زوجها بالوفاء غفرنا ما كان بينه وبينها من الجفاء وأعطيناها بكل شعره على بدنها جارية تخدمها ونجمع بينها وبين زوجها في الجنة.

وقيل: إنها تكون لأحسن الزوجين خلقاً. فسألت أم حبيبة زوجة النبي - صلى الله عليه وسلم -: المرأة يكون لها زوجان في الدنيا ثم يموتون فيجتمعون في الجنة لأيهما تكون الأول أو للآخر؟ قال: «هي لأحسنهما خلقاً كان معها. يا أم حبيبة ذهب حسن الخلق بخير الدنيا والآخرة» (١) .

السابعة عشر: قال أبو هريرة - رضي الله عنه - يتزوج أحدكم بفلانة بنت فلان بالمال الكثير. ويتزوج بالحور العين باللقمة والتمرة والكسرة.

قال مالك بن دينار: كان لي أجزاء أقراؤها كل ليلة. وإذا أنا في المنام بجارية ذات حسن وجمال وبيدها رقعة فقالت لي: أتحسن القراءة؟ فقلت: نعم فدفعت إلى الرقعة فإذا فيها مكتوب هذه الأبيات:

لهاك النوم عن طلب الأماني ... وعن تلك الأوانس في الجنان

تعيش مخلداً لا موت فيها ... وتلهو في الخيام مع الحسان

تنبه من منامك إن خيراً ... من النوم التهجد بالقرآن

الثامنة عشر: في الحديث دلالة على التحذير من كيد النساء وفتنتهن. وقد دل الكتاب والسنة على ذلك وعلى أن فيهن صالحات قال الله تعالى: ?وَلَوْلا رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُّؤْمِنَاتٌ ? [الفتح: ٢٥] .

وقال تعالى: ?إِنَّ المُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ... ? [الأحزاب: ٣٥] إلى آخر الآية.

وسبب نزول هذه: أن النساء قلن يا رسول الله قد ذكر الله الرجال دون النساء فما فيهن من خير فأنزلها الله - عز وجل -. فقرن الله تعالى ذكر النساء الصالحات بالرجال الصالحين.

وللنساء أحوال وزهد وخير وصلاح كما في الرجال. وفي النساء من لها الأوراد


(١) أخرجه عبد بن حميد في مسنده (١/٣٦٥. رقم ١٢١٢) . والطبراني في الكبير (٢٣/٢٢٢. رقم ٤١١) .
قال الهيثمي (٨/٢٤) : فيه عبيد بن إسحاق وهو متروك وقد رضيه أبو حاتم وهو أسوأ أهل الإسناد حالاً.

<<  <  ج: ص:  >  >>