للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال الحسن البصري (١) : رأيت صغير يبكي فقلت: يا صبي من ضربك أبوك أم أمك؟ قال: يا عم ما ضربني أبي ولا أمي، ولكن أبكي من خوف جهنم، فقلت له: يا بني مع صغر سنك تخاف من جهنم؟ قال: يا عم رأيت أمي إذا طبخت تترك الحطب الصغار تحت الكبار، فأبكاني ذلك، ثم قلت: له يا بني هل لك ان تصحبني حتى أعلمك مما علمني الله من العلم، فقال: على شرط إذا جعت تطعمني، وإذا عطشت تسقيني، وإذا مرضت تشفيني، وإذا زللت تغفر لي، وإذا مت تحييني، قلت: لا أقدر على ذلك، قال: أنا على باب ملك يقدر على ذلك كله.

قوله «قال حدثنا يحيى بن سعيد الانصاري» هذ هو سعيد بن سعيد ين قيس بن عمرو بن سهل بن ثعلبة الأنصاري تابعي، اتفق العلماء على جلالته وعدالته وحفظه، وكانت وفاته سنه أربع أو ثلاث أو ست وأربعين ومائة بالعراق، وقيل: بالهاشمية.

والأنصاري نسبة إلى الأنصار الذي هو كالعلم للقبيلتين الأوس والخزرج، ولهذا جاز النسبة إلى لفظ الجمع.

وسموا أنصار لانهم نصروا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال الله تعالى {وَالَّذِينَ آوَوا وَنَصَرُوا} [الأنفال: ٧٢] وواحد الأنصار نصير كشريف وأشراف.

قوله: «قال أخبرنا محمد بن إبراهيم الشيمي» هذا هو عبد الله محمد بن إبراهيم الحارث بن خالد بن صخر بن عامر بن كعب بن تميم بن مرة المدني القرشي التيمي، تابعي، وكانت وفاته بالمدينة سنة عشرين إحدى عشرين ومائة.

قوله: «سمع علقمة بن أبي وقاص الليثي» قال الكرماني: «علقمة» بفتح العين المهملة، توفي بالمدينة في خلافة عبد الملك بن مروان، وهو منسوب إلى ليث بن عبد مناف، وهو تابعي على قول الأكثر، وقال ابن منده: إنه صحابي.

وقوله: «يقول سمعت عمر بن الخطاب» هذا هو أمير المؤمنين عمر بن الخطاب.

وقبل الكلام على نسبة ومناقبه نذكر نسب النبي - صلى الله عليه وسلم - تبركاً به وتشرفاً، فإن نسب عمر - رضي الله عنه - يجتمع مع نسب - صلى الله عليه وسلم - فنقول:

هو - صلى الله عليه وسلم - محمد بن عبد الله، سمي محمد لكثرة خصاله المحمودة، وسنذكر في المجالس الآتية أن والديه هل ماتا مؤمنين أو كافرين؟ فإن العلماء اختلفوا في ذلك.

ابن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لوئ، ولوئ يقرأ بالهمز وتركه.


(١) هو: أبو سعيد الحسن بن أبي الحسن بن يسار البصري، من سادات التابعين وكبرائهم، وكان إمام أهل البصرة، وحبر الأمة في زمنه، قيل: كان جامعاً عالماً رفيعاً فقيهاً ناسكاً، من المشهود لهم بالفضل، قال عنه الإمام الغزالي: كان الحسن البصري أشبه الناس كلاماً بكلام الأنبياء، وأقربهم هجياً من الصحابة، وكان غاية في الفصاحة، أقواله كثيرة، ومتناثرة، ومشهورة، توفي رحمه الله تعالى بالبصرة في مستهل شهر رجب سنة ١١٠هـ.
انظر: الوفيات (ص: ١٠٩) ، والبداية والنهاية (٥/٣٠١) ، تهذيب الكمال (٤/٢٩٧، ترجمة: ١١٩٨) ، والمناوي في الكزاكب الدرية (١/١٨١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>