للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما إذا لم يترتب على الكذب ضرر لأحد فهو من الصغائر القبيحة الفاحشة، وقد دل على تحريمه الكتاب والسنة وإجماع الأمة.

قال الله تعالى: ?وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ? [الإسراء: ٣٦] .

قال قتادة (١) : أي لا تقل رأيت وأنت لم تره، وسمعت ولم تسمعه، وعلمت ولم تعلم (٢) .

وقال تعالى: ?مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ? [ق: ١٨] .

وقال - صلى الله عليه وسلم -: «إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقاً، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذاباً» (٣) .

قال الغزالي رحمه الله: قال ابن عباس: «أربع من كن فيه فقد ربح: الصدق والحياء وحسن الخلق والشكر» (٤) .

وقال بشر بن الحارث (٥)

: «من عامل الله بالصدق استوحش من الناس» (٦) .


(١) هو: أبو الخطاب، قتادة بن دعامة بن قتادة بن عزيز السدوسي البصري، مفسر، حافظ، ضرير، أكمه، قال أحمد بن حنبل: قتادة أحفظ أهل البصرة، وكان مع علمه بالحديث إماما في العربية ومفردات اللغة، توفي سنة (١١٨هـ) .
انظر: تذكرة الحفاظ (١/١١٥) ، ووفيات الأعيان (١/٤٢٧) .
(٢) أورده ابن جرير في تفسيره (١٥/٨٦) .
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه (٥/٢٢٦١، رقم ٥٧٤٣) ، ومسلم في صحيحه (٤/٢٠١٢، رقم ٢٦٠٧) ، وأبو يعلي في مسنده (٩/٧١، رقم ٥١٣٨) ، وابن حبان في صحيحه (١/٥٠٨، رقم ٢٧٣) ، والبيهقي في سننه الكبرى (١٠/٢٤٣، رقم ٢٠٩٢٧) عن ابن مسعود.
(٤) انظر: إحياء علوم الدين (٤/٣٨٧) .
(٥) وهو المعروف بالحافي، واسمه: بشر بن الحارث بن علي بن عبد الرحمن المروزي، أبو نصر، المعروف بالحافي، ولد سنة: ١٥٠ هـ‍، وهو من كبار الصالحين، له في الزهد والورع أخبار، وهو من ثقات رجال الحديث، من أهل مرو سكن بغداد وتوفي بها سنة: ٢٢٧هـ‍.
ومن فضائله أن المأمون قال: لم يبق في هذه الكورة أحد يُستحيى منه غير هذا الشيخ بشر بن الحارث.
(٦) انظر: إحياء علوم الدين (٤/٣٨٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>