للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحدهما: أن يظهر صاحبه الإسلام ويبطن الكفر فيقال له: منافق نفاق الكفر، ويقال له: زنديق فهو وإن كان في الظاهر مسلماً فهو في الباطن كافر مخلد في النار، والمنافقون الذين كانوا في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان نفاقهم نفاق كفر، وكان رأسهم وكبيرهم عبد الله بن أبي سلول.

وقد أنزل الله في حقهم: ?إِذَا جَاءَكَ المُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ المُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ? [المنافقون: ١] أي: فيما أضمروه ومن تكذيبك خلاف ما قالوه.

القسم الثاني: أن يترك الإنسان المحافظة على أمور الدين سراً ويفعلها ويحافظ عليها علنا، كما إذا خلا الإنسان بنفسه لا يصلي ولا يعمل شيئاً من العبادة، وإن اجتمع الناس صلى وحافظ على العبادة فيسمى مثل هذا منافق أيضاً، ولكن دون النفاق الأول فإن هذا نفاق في العمل لا يخرجه عن الإسلام، والأول نفاق في الاعتقاد وكثير من الجهال الفساق على هذا النفاق لا يعمل شيئاً من الطاعات إلا بين الناس، وإذا خلا بنفسه تركها.

فقوله: «آية المنافق» أي: علامة المنافق ذكر - صلى الله عليه وسلم - للمنافق في الحديث الأول ثلاث علامات، وفي الثاني أربع علامات.

قال النووي: حصل من مجموع الروايتين خمس خصال للمنافق وهي: الكذب والخيانة والخلف والغدر والفجور.

أما الكذب فهو: الأخبار عن الشيء على خلاف الواقع سواء كان عمداً أو جهلاً، لكن لا إثم عليه في الجهل، بخلاف العمد وهو حرام، وقبيح في الجاهلية والإسلام، وهو من الكبائر إن كان يترتب عليه ضرر لأحد من الناس، فمن كذب على إنسان وقال عنه: أنه سرق ولم يسرق فقطعوا يده بقوله، وكذا الكذب على النبي - صلى الله عليه وسلم - فإنه من الكبائر.

وقال - صلى الله عليه وسلم -: «من كذب على متعمداً فليتبوأ مقعده من النار» (١) .


(١) حديث متواتر: أخرجه البخاري في صحيحه (١/٥٢، رقم ١٠٨) ومسلم في صحيحه (١/١٠، رقم ٢) ، والترمذي في سننه (٥/٣٥، رقم ٢٦٦٠) وقال: حسن صحيح. والنسائي في الكبري (٣/٤٥٨ رقم ٥٩١٤) ، وابن ماجه في سننه (١/١٣، رقم ٣٢) ، وأحمد في مسنده (٣/٩٨، رقم ١١٩٦٠) ، والطيالسي في مسنده (ص ٢٧٧، رقم ٢٠٨٤) عن أنس.
وأخرجه ابن ماجه في سننه (١/١٣، رقم ٣٣) ، وأحمد في مسنده (٣/٣٠٣ رقم ١٤٢٩٤) والدارمي في سننه (١/٨٧، رقم ٢٣١) ، وأبو يعلي في مسنده (٣/٣٧٦، رقم ١٨٤٧) عن جابر.
وأخرجه البخاري في صحيحه (١/٥٢، رقم ١٠٧) ، وأبو داود في سننه (٣/٣١٩، رقم ٣٦٥١) ، والنسائي في الكبري (٣/٤٥٧، رقم ٥٩١٢) ، وابن ماجه في سننه (١/١٤ رقم ٣٦) ، وأحمد في مسنده (١/١٦٥، رقم ١٤١٣) ، والطيالسي في مسنده (ص ٢٧، رقم ١٩١) عن الزبير.
وأخرجه الترمذي في سننه (٥/٣٦، رقم ٢٦٦٢) عن علي، وقال: حسن صحيح.
وأخرجه ابن ماجه في سننه (١/١٤، رقم ٣٧) ، وأبو يعلي في مسنده (٢/٤٢٨، رقم ١٢٢٩) عن أبي سعيد.
وأخرجه الترمذي في سننه (٥/٣٥، رقم ٢٦٥٩) ، وابن ماجه في سننه (١/١٣، رقم ٣٠) عن ابن مسعود.

<<  <  ج: ص:  >  >>