للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تَابَعَهُ عُثْمَانُ الْمُؤَذِّنُ قَالَ حَدَّثَنَا عَوْفٌ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - نَحْوَهُ (١) .

في هذا الحديث فوائد:

الفائدة الأولى: الحث على الصلاة على الميت واتباع جنازته وحضور دفنه.

قال أبو الزناد (٢) : خص الشارع على التواصل في الحياة بقوله: «صل من قطعك، وأعط من حرمك، ولا تقاطعوا ولا تدابروا» وخص على التواصل بعد الموت بالصلاة والتشييع إلى القبر والدعاء له، والتشييع إلى القبر من حق المسلم وقد وردت به الأخبار ودلت عليه الآثار، على أن الله سبحانه وتعالى يغفر الذنوب والأوزار لمن تبع جنازة المؤمن إلى قبره.

فقد أخرج ابن أبي الدنيا عن أبي عاصم حديثاً مرفوعاً: «إن أول ما يتحف به المؤمن في قبره أن يقال له: أبشر فقد غفر لمن تبع جنازتك» (٣) .

وأخرج (٤) عن جابر بن عبد الله عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «إن أول تحفة المؤمن أن يغفر لمن خرج في جنازته» (٥) .

وأخرج البزار وغيره عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن أول ما يجازى به المؤمن بعد موته، أن يغفر لجميع من تبعه» (٦) .

الفائدة الثانية: القيراط الذي يحصل بالصلاة على الميت وبحضور دفنه اسم لمقدار


(١) قوله: «تابعه» أي: روح بن عبادة، وعثمان هو ابن الهيثم وهو من شيوخ البخاري، ولفظه موافق لرواية روح إلا في قوله: «وكان معها» فإنه قال بدلها: «فلزمها» . وفي قوله «ويفرغ من دفنها» فإنه قال بدلها: «وتدفن» . وقال في آخره: «فله قيراط» بدل قوله: «فإنه يرجع بقيراط» ، والباقي سواء.
ولهذا الاختلاف في اللفظ قال المصنف: «نحوه» وهو بفتح الواو، أي: بمعناه. انظر فتح الباري (١/١٠٩) .
(٢) أبو الزناد هو: عبد الله بن ذكوان القرشي المدني، محدث، من كبارهم، ولد سنة: ٦٥ هـ‍، قال الليث: رأيت أبا الزناد وخلفه ثلاثمائة تابع من طالب فقه وعلم وشعر وصرف، وكان سفيان يسميه أمير المؤمنين في الحديث، وكان يغضب إذا قيل له: أبو الزناد، ويكتني بأبي عبد الرحمن.
قال مصعب الزبيري: كان فقيه أهل المدينة، وكان صاحب كتابة وحساب، وفد على هشام بحساب ديوان المدينة، وكان ثقة في الحديث عالما بالعربية فصيحاً، توفي فجأة بالمدينة سنة: ١٣١هـ‍.
(٣) أخرجه ابن أبي الدنيا كما في تنزيه الشريعة لابن عراق (٢/٣٧٠، رقم ٢٢) .
(٤) أي ابن أبي الدنيا أيضاً.
(٥) أخرجه أيضا الخطيب (٥/٢٧٤) عن جابر.
(٦) أخرجه البزار كما في مجمع الزوائد (٣/٢٩) قال الهيثمي: فيه مروان بن سالم الشامي وهو ضعيف. وأخرجه ابن عدي (٦/٣٨٤، ترجمة ١٨٧٠ مروان بن سالم الجزري القرقساني) ، والبيهقي في شعب الإيمان (٧/٧، رقم ٩٢٥٨) وضعفه.

<<  <  ج: ص:  >  >>