للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«لكل أجل كتاب» .

وقوله في الحديث في خاتم النبي - صلى الله عليه وسلم - نقشه: «محمد رسول الله» لم يبين في هذا الحديث كيفية كتابتها، ولا هل كانت سطراً واحداً أو أكثر، لكن بين في حديث آخر أنها كانت ثلاثة أسطر «محمد» سطر و «رسول» سطر و «الله» سطر، وقد صرح بذلك العراقي في ألفيته:

محمد سطر ورسول سطر ... والله سطر ليس فيه كبر

«محمد» منقوش أسفل السطر، و «رسول» في الوسط، و «الله» فوق السطرين قاله الأسنوي.

قال الحافظ البرهان الحلبي: الذي يظهر أن كتابة هذه الأسطر الثلاثة كانت مقلوبة حتى إذا ختم بها، ختم على استواء كما في خواتم الحكام اليوم والكبار والتجار والله أعلم، ولو كانت غير مقلوبة بل مستوية لختمت مقلوباً، ويتفق أنهم أعاجم والكتابة إليهم مقلوبة في الختم فيعسر عليهم ذلك جداً والله أعلم.

وقال: ولم أر أحداً ذكر هذه.

فائدة: قال بعض العلماء: لا يجوز للإنسان أن ينقش على خاتمه «محمد رسول الله» للنهي عن ذلك لما فيه من خوف حصول المفسدة والخلل، قال: وهذا من خصائصه.

فائدة أخرى: الخاتم الذي نقش عليه النبي - صلى الله عليه وسلم -: «محمد رسول الله» وكان يختم به الكتب انتقل بعد وفاته إلى سيدنا أبي بكر، فكان في يده إلى أن مات، ثم انتقل إلى عمر بن الخطاب فكان في يده إلى أن مات، ثم انتقل إلى سيدنا عثمان بن عفان فكان في يده حتى وقع في بئر أريس (١) .

فائدة أخرى: قال البرهان الحلبي وغيره: كان للنبي - صلى الله عليه وسلم - من الخواتم خمسة:

الأول: خاتم من ذهب اتخذه قبل النهي عن خاتم الذهب للرجل، فتبعه الناس في لبسه فلما رآهم اتبعوه فرماه وحرمه على الذكور، لما فيه من الفتنة وزيادة المؤنة.

الثاني: خاتم من فضة فصه منه.


(١) أخرجه البخاري في صحيحه (٥/٢٢٠٢، رقم ٥٥٢٨) ، ومسلم في صحيحه (٣/١٦٥٦، رقم ٢٠٩١) ، وأبو داود في سننه (٤/٨٨، رقم ٤٢١٨) عن ابن عمر.
وأخرجه أبو داود في سننه (٤/٨٨، رقم ٤٢١٥) عن أنس.

<<  <  ج: ص:  >  >>