للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال معاذ: احذروا ذلة العالم لأن قدره عند الخلق عظيم، فيتبعوه على زلته.

وقال عمر- رضي الله عنه -: إذ ذل العالم زل بزلته عالم من الخلق. وقال: ثلاث يهدم به الإسلام ذلة العالم إحداهن.

أنشد بعضهم:

وقال

فساد كبير عالم متهتك ... وأكبر منه جاهل متنسك

هما فتنة للعالمين عظيمة ... لمن بهما في دينه ينتسك

الإمام فخر الدين الرازي: إذا اشتغل العالم بجمع الحلال، صار العوام آكلين الشبهات، وإذا صار العالم آكلاً للحرام، صار العامي كافراً، فالواجب على العالم كف نفسه عن صغائر المعاصي وكبائرها حتى لا يقتدي بها، والمعصية مع العلم فوق المعصية مع الجهل من وجوه، وإذا ابتلي بمعصية فليستتر صيانة لمنصب العلم.

وأنشد بعضهم في هذا المعنى:

أيها العالم إياك الزلل ... واحذر الهفوة والخطب الجلل

هفوة العالم مستعظمة ... إذ بها أصبح في الخلق مثل

وعلى زلته عمدتهم فبها ... يحتج من أخطأ وزل

لا تقل يستر علمي زلتي ... بل بها يحصل في العلم الخلل

أن تكن عندك مستحقرة ... فهي عند الله والناس جبل

وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من ازداد علماً ولم يزدد هدى لم يزدد من الله إلا بعداً» (١) .

وقال: «إن أشد الناس عذابا يوم القيامة عالم لا ينفعه الله بعلمه» (٢) .

وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مثل الذي يعلم الناس الخير وينسى نفسه كمثل السراج الذي يضئ ويحرق نفسه» (٣) .


(١) أخرجه الديلمي في الفردوس (٣/٦٠٢، رقم ٥٨٨٧) عن علي بن أبي طالب بنحوه.
(٢) أخرجه الطبراني في الكبير (٢/١٦٥، رقم ١٦٨١) قال الهيثمي (١/١٨٥) : رجاله موثقون. وأخرجه الديلمي في الفردوس (٤/١٣٤، رقم ٦٤١٩) عن جندب بن عبد الله.
(٣) أخرجه الطبراني في الكبير (٢/١٦٥، رقم ١٦٨١) قال الهيثمي (١/١٨٥) : رجاله موثقون. وأخرجه الديلمي في الفردوس (٤/١٣٤، رقم ٦٤١٩) عن جندب بن عبد الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>