متسطرة، كيف حياتك في سفرك وطريقك خطرة، وشاهدت ميزانك الذي يرجح بالذره الحقرة ?فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَراًّ يَرَهُ? ويا غافلاً فالموت يقفو أثره، كيف بك إذا شاهدت السماء منفطرة، وحافظاك قد أحصيا عليك ما عملت من خير وشر وحصره، وقد تركت عليك الحجة وتعذرت المعذرة، فهنا يجد كل إنسان من الإحسان والعصيان ما أحضره ?فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَراًّ يَرَهُ?.
ولقد أحسن في وعظ النفس من قال:
يا نفس توبي عن فعال منكرة ... واسعي إلى دار البقاء مستبشرة
يا نفس فاز القوم من رب العلا ... بالعفو عن زلاتهم والمغفرة
يا نفس قد قطعوا النهار لربهم ... بصيامهم وقيامهم ما أكثره
يا نفس ويحك للمتاب فبادري ... من قبل تأتيك الذنوب مسطرة
يا نفس إن القوم زادوا خيفة ... من مكروه وقلوبهم متذكرة
يا نفس جدي في التقى وتزودي ... عجلاً وكوني للقاء مستشعرة
يا نفس كم قوم على الدنيا احتووا ... ظلماً ومالهم إذاً من آخرة
يا نفس كم أمم تفانوا في البلى ... وعظامهم ضحت عظاماً ناخرة
يا نفس توبي اليوم من قبل الردى ... فعسى تكوني في غد مستبشرة
يا نفس آه من ذنوب كلها ... يوم القيامة في الكتاب محررة
يا نفس ما ينجيك في يوم اللقاء ... من عظم أهوال الحساب المحضرة
إلا شفاعة أحمد الهادي الذي ... يرجى لديه العفو عند المقدرة
فهو النبي الهاشمي المصطفى ... والمحبتى من خلقه إذ طهره
يا نفس جدي في المسير لقبره ... واسعي إلى أبوابه مستصغرة
وتمتعي بجماله ووصاله ... كيلا تكوني في الوري منحسرة
وإذا وصلت إلى رباه فعظمي ... تلك المواقف ادخلي متوقرة