يجب عليه أن يدخل قطنته في إحليله فإن انقطع وإلا عصب مع ذلك رأس الذكر.
فائدة: من به سلس المني يغتسل لكل فرض.
وأما فضائل الوضوء فكثيرة:
منها: أن المتوضئ يحبه الله كما يحب التائب قال الله تعالى: ?إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ المُتَطَهِّرِينَ? [البقرة: ٢٢٢] بالماء من الأحداث والنجاسات.
وقال تعالى: ?فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ المُطَّهِّرِينَ? [التوبة: ١٠٨] .
ومنها: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - جعل الطهارة نصف الإيمان أو نصف الصلاة، فقد روينا في صحيح مسلم عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «الطهور شطر الإيمان» (١) .
واختلف بالمراد بالإيمان في هذا الحديث:
فقيل: المراد به الصلاة، فإن الإيمان يطلق عليها قال الله تعالى: ?وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ? [البقرة: ١٤٣] أي: صلاتكم إلى بيت المقدس.
وقيل: المراد به معناه الحقيقي وهو المقابل للكفر، وعلى المعنيين فيه دلالة على فضل الوضوء، بل على فضل مطلق الطهارة، أما على الأول فإنها جعلت نصف الصلاة التي هي أفضل العبادات البدنية.
وهنا سؤال وهو: الطهارة بعض شرائط الصلاة، فكيف جعلت نصف الصلاة؟
جوابه: أن الطهارة أقوى شرائط الصلاة فجعلت كأنها الشرط كله، فأطلق عليها الشطر بهذا الاعتبار.
وأما على الثاني فإنها جعلت نصف الإيمان الحقيقي باعتبار أنها طهارة عن الشرك، وأنها طهارة عن الأحداث، فهما طهارتان إحداهما تختص بالباطن، والأخرى بالظاهر، فما أعظمها من فضيلة حيث جعلت نصف الإيمان الذي هو السبب في سعادة الدارين.
(١) أخرجه مسلم (١/٢٠٣، رقم ٢٢٣) ، والترمذي (٥/٥٣٥، رقم ٣٥١٧) وقال: صحيح. والدارمي (١/١٧٤، رقم ٦٥٣) ، وأحمد (٥/٣٤٢، رقم ٢٢٩٥٣) ، وأبو عوانة (١/١٨٩، رقم٦٠٠) ، والطبراني في الكبير (٣/٢٨٤، رقم ٣٤٢٣) ، وابن منده (١/٣٧٤، رقم ٢١١) ، والبيهقي في شعب الإيمان (٣/٣، رقم ٢٧٠٩) عن أبي مالك الأشعري.