للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروينا أيضاً في صحيح مسلم أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا توضأ العبد المسلم أو المؤمن فغسل وجهه خرجت من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء، ومع آخر قطره من الماء، فإذا غسل يديه خرج كل خطيئة بطشها يداه مع الماء ومع آخر قطره من الماء، فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء ومع آخر قطره من الماء، حتى يخرج نقياً من الذنوب» ، وأخرجه الترمذي أيضاً وقال: هذا حديث حسن صحيح (١) .

رواه النسائي وزاد فيه: «وإذا مسح رأسه خرجت الخطايا من رأسه حتى تخرج من أذنيه، ثم كان مشيه إلى المسجد وصلاته نافله له» (٢) .

ومنها: كما قاله في نزهة المجالس: إن العبد إذا غسل وجهه صار في الآخرة كوجه يوسف، وإذا غسل يديه أخذ كتابه بيمينه، كما أخذ موسى الألواح بيمينه، وإذا مسح رأسه يوضع عليه تاج العز، كما وضع على سليمان، وإذا غسل رجليه ركب النجائب، كما ركب محمد - صلى الله عليه وسلم - البراق.

ومنها: أنه ينجو من عذاب القبر، ويدل على ذلك الحديث الطويل الذي رواه الطبراني في الكبير والحكيم والترمذي في نوادر الأصول والأصبهاني في الترغيب وهو حديث كثير الفوائد وسنذكره في المجالس الآتية فإنه ذكر فيه أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: «رأيت رجلاً من أمتي قد سلط عليه عذاب القبر، فجاءه وضوءه فاستنقذه منه» (٣) .

فائدة: إذا أراد العبد العاصي أن يتوب إلى الله تعالى فينبغي له أن يتوضأ قبلها، ويأتي بأركان التوبة، ويصلي ركعتين، فقد نص علماؤنا الشافعية على استحباب ركعتين عند التوبة لخبر رواه الترمذي وحسنه: «ليس عبد يذنب ذنباً فيقوم فيتوضأ


(١) أخرجه مسلم (١/٢١٥، رقم ٢٤٤) ، والترمذي (١/٦، رقم ٢) وقال: حسن صحيح. وأخرجه أيضاً: مالك (١/٣٢، رقم ٦١) ، والدارمي (١/١٩٧، رقم ٧١٨) ، وابن خزيمة (١/٥، رقم ٤) ، وأبو عوانة (١/٢٠٧، رقم ٦٦٩) ، والبيهقي (١/٨١، رقم ٣٨٦) ، وابن حبان (٣/٣١٥، رقم ١٠٤٠) عن أبي هريرة.
(٢) أخرجه النسائي (١/٧٤، رقم ١٠٣) عن عبد الله الصنابحي.
(٣) أورده الحكيم (٣/٢٣١) ، وأخرجه الطبراني في الكبير كما في مجمع الزوائد (٧/١٨٠) قال الهيثمي: رواه الطبراني بإسنادين في أحدهما سليمان بن أحمد الواسطي وفي الآخر خالد بن عبد الرحمن المخزومي وكلاهما ضعيف. كلاهما عن عبد الرحمن بن سمرة

<<  <  ج: ص:  >  >>