للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قريش قال: والله قتلني محمد، قالوا: ذهب والله فؤادك، والله ما بك من بأس قال: إنه قد كان قال لي: والله أنا أقتلك فوالله لو بصق علي لقتلني فمات «بسرف» وهم قافلون به إلى مكة (١) .

ومنه: أن عمه العباس لما خرج من مكة مع الكفار في غزوة بدر لأجل قتال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لزوجته أم الفضل: إن أصبت -أي: قتلت- فهذا المال إعط منه للفضل كذا ولقثم كذا ولعبد الله كذا، وقسمه على أولاده ولم يطلع على هذا المال أحد غيرها وغيره، ولم يعلم به أحداً إلا الله، فلما أسر العباس مع الأسارى قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يا عم أفد نفسك» فقال: ليس لي مال فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أين المال الذي دفعته بمكة لأم الفضل وقلت لها: إعط لولدي الفلاني كذا، ولولدي فلان كذا» فقال العباس: من أعلمك بهذا وما علم به أحد غيري وغيرها؟ أشهد أنك رسول الله حقاً (٢) .

وأما ما أخبر به عن أمور مغيبة مستقبلة في الدنيا ولم تقع إلى الآن فكثيرة:

منها: خروج الدجال، ونزول عيسى بن مريم - عليه السلام - وغير ذلك، وستقع كما أخبر.

وفي الحديث دليل على فضل أمة محمد زادها الله شرفاً وتعظيماً.

قال العلماء: خص الله تعالى هذه الأمة ونبيها بخصائص كثيرة منها:

الوضوء على أحد الأقوال كما تقدم.

ومنها: التيمم.

ومنها: المسح على الخف.

ومنها: جعل الماء مزيلا للنجاسة.

ومنها: تحية السلام وهي تحية الملائكة وأهل الجنة في الجنة.

ومنها: صلاة الجمعة.

ومنها: صلاة الجماعة.

ومنها: أن إجتماعهم حجة واختلافهم رحمة، وكان اختلاف من قبلهم عذاباً.

ومنها: أن الطاعون لهم شهادة ورحمة، وكان على الأمم قبلهم عذاباً.

ومنها: أن ما دعوا به استجيب لهم.


(١) انظر: السيرة النبوية لابن هشام (٤/٣٣) .
(٢) أخرجه أحمد (١/ ٣٥٣، رقم ٣٣١٠) والحاكم (٣/٣٦٦، رقم ٥٤٠٩) وقال: صحيح على شرط مسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>