وقال غيره: كلماتها أربعة والذنوب أربعة: ذنوب الليل والنهار والسر والعلانية، فمن قالها كفر الله عنه الذنوب الأربع.
لطيفة: كان بمكة رجل صائم لم يره أحد يأكل ولا يشرب، غير أنه يخرج من جيبه ورقة فينظر فيها عند إفطاره، فلما مات أخرجها الغاسل من جيبه فوجد فيها: «بسم الله الرحمن الرحيم» فتعجب من ذلك، فهتف به هاتف لا تعجب فإنا بالتسمية ربيناه، وبالرحمانية وفقناه، وبالرحيمية غفرنا له.
الرابعة: وهي مشتملة على فوائد متعلقة بالجماع.
قال العلماء: الجماع في الأصل وضع لثلاثة أمور وهي مقاصده الأصلية:
أحدها: حفظ النسل ودوام النوع الإنساني إلى أن تتكامل العدة التي قدر الله بروزها إلى هذا العالم.
الثاني: إخراج الماء الذي يضر احتباسه واحتفاظه بجملة البدن.
الثالث: قضاء الوطر ونيل اللذة والتمتع بالنعمة، وهذه وحدها هي الفائدة التي في الجنة بخلاف الفائدتين الأوليتين.
فإنه لا تناسل في الجنة على خلاف في ذلك يأتي، ولا احتباس للمني فيها ولا احتقان حتى يحتاج إلى استخراجه بالإنزال.
وفضلاء الأطباء يرون أن الجماع من أحد أسباب حفظ الصحة، وإذا ثبت فضل المني فلا ينبغي إخراجه إلا في طلب النسل أو إخراج المحتقن منه فإنه إذا دام احتقانه أحدث أمراضاً ردية منها: الوسواس والجنون والصرع وغير ذلك.
وإخراج المني يبرئ من هذه الأمراض.
ومن منافع الجماع: غض البصر، وكف النفس، والقدرة على العفة عن الحرام، وتحصيل ذلك للمرأة، فهو ينفع نفسه في ديناه وأخراه، وينفع المرأة.
ولذلك كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتعاهده ويحبه ويقول: «حبب إلي من ديناكم النساء والطيب» (١) .
وروى الإمام أحمد في كتاب الزهد في الحديث زيادة لطيفة وهي: «أصبر عن
(١) أخرجه النسائي (٧/٦١، رقم ٣٩٣٩) ، وأحمد (٣/١٢٨، رقم ١٢٣١٥) ، وأبو يعلى (٦/٢٣٧، رقم ٣٥٣٠) ، والحاكم في المستدرك (٢/١٧٤، رقم ٢٦٧٦) وقال: صحيح علي شرط مسلم. والبيهقي (٧/٧٨، رقم ١٣٢٣٢) ، والضياء في المختارة (٤/٤٢٧، رقم ١٦٠٨) عن أنس.