للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الطعام والشراب ولا أصبر عنهن» (١) .

قال العلماء: ويسن أن يقدم الإنسان قبل الجماع مداعبة المرأة وتقبيلها، ومص لسانها فقد كان - صلى الله عليه وسلم - يداعب أهله ويقبلها.

وروى أبو داود في سننه أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يقبل عائشة ويمص لسانها (٢) .

ويذكر عن جابر بن عبد الله قال: نهى رسول - صلى الله عليه وسلم - عن المواقعة قبل الملاعبة (٣) .

وأنفع الجماع ما حصل بعد الهضم، وعند اعتدال البدن في حره وبرده، ويبوسته ورطوبته، وخلائه وامتلائه، وضرره عند امتلاء البدن أسهل وأقل من ضرره عند خلوه.

وإنما ينبغي أن يجامع إذا اشتدت الشهوة وحصل الانتشار التام الذي ليس عن تكلف ولا فكرة في صورة ولا نظر متتابع.

ولا ينبغي أن يستدعي شهوة الجماع ويتكلفها، ويحمل نفسه عليها، وليبادر به إذا هاج به كثرة المني.

والإكثار منه يسقط القوة، ويضر بالعصب، ويضعف البصر، وسائر القوى، ويطفئ الحرارة الغريزية، ويوسع المجاري.

وأنفع أوقاته ما كان بعد إنهضام الغذاء من المعدة، وفي زمان معتدل على جوع فإنه يضعف، ولا على شبع فإنه يوجب أمراضاً، ولا على تعب، ولا أثر حمام، ولا بعد استفراغ كفصد حجامة، ولا بعد غم وحزن، وشده فرح.

قالوا: وجماع المرأة المحبوبه في النفس يقل إضعاف البدن مع كثرة استفراغ المني، وجماع البغيضة ينحل البدن، ويوهن القوى مع قلة استفراغه.

وأحسن أشكال الجماع أن يعلو الرجل المرأة مستفرشاً لها بعد الملاعبة والقبلة،


(١) قال المناوي في فيض القدير (٣/٣٧١) : زعم الزركشي أن للحديث تتمة في كتاب الزهد لأحمد هي: أصبر عن الطعام والشراب ولا أصبر عنهن. وتعقبه المؤلف أي: السيوطي بأنه مر عليه مراراً فلم يجده فيه، لكن في زوائد الزهد لابنه عبد الله بن أحمد عن أنس مرفوعاً: «قرة عيني في الصلاة وحبب إلي النساء والطيب والجائع يشبع والظمآن يروي وأنا لا أشبع من النساء» . فلعله أراد هذا الطريق.
(٢) أخرجه أبو داود (٢/٣١١، رقم ٢٣٨٦) . وأخرجه أيضاً: البيهقي (٤/٢٣٤، رقم ٧٨٩١) ، وأحمد (٦/١٢٣، رقم ٢٤٩٦٠) عن عائشة.
(٣) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (١٣/٢٢٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>