للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبهذا سميت المرأة فراشاً، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: «الولد للفراش» (١) .

وهذا مأخوذ من قوله تعالى ?هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ? [البقرة: ١٨٧] .

وأشار إلى ذلك بعض الشعراء فقال:

إذا رممتها كانت فراشا يقلني ... وعند فراغي خادم تملق

وأردأ أشكاله: أن تعلوه المرأة ويجامعها على ظهره، وهو خلاف الشكل الطبيعي الذي طبع الله عليه الرجل والمرأة، وفيه من المفاسد أن المني يتعسر خروجه كله، فربما بقي في العضو منه بقية فيتعفن ويفسد ويضر.

وسنذكر في كتاب الغسل فوائد أخرى متعلقة بالجماع.

الخامسة: وهي مشتملة على فوائد متعلقة بالولد:

الفائدة الأولى: دل قوله - صلى الله عليه وسلم -: «وجنب الشيطان ما رزقتنا» على أن الولد معدود من رزق الإنسان، وأن الرزق ليس مخصوصاً بالغد (٢) .

الفائدة الثانية: قال النسفي: جاء في الخبر إذا أرادت المرأة الولادة أرسل الله إليها ملكين عن يمنيها وشمالها، فإذا أراد صاحب اليمين إخراجه زاغ إلى جهة الشمال، وإذا أراد صاحب الشمال إخراجه زاغ إلى جهة اليمين، فتتوجع المرأة فيخاف الملكان ويقولان: ربنا عجزنا عن إخراجه فيتجلى الله تعالى فيقول: يا عبدي من أنا؟ فيقول الولد: أنت الله الذي لا إله إلا أنت ويسجد، فيخرج في سجوده على رأسه.

وقيل: ينزل عليه ملك مكتوب في يده الله الله، فإذا رأى الولد ذلك خرج سريعاً.


(١) أخرجه البخاري (٢/٧٢٤، رقم ١٩٤٨) ، ومسلم (٢/١٠٨٠، رقم ١٤٥٧) ، وأبو داود (٢/٢٨٢، رقم ٢٢٧٣) ، والنسائي (٦/١٨٠، رقم ٣٤٨٤) ، وابن ماجه (١/٦٤٦، رقم ٢٠٠٤) عن عائشة.
وأخرجه البخاري (٦/٢٤٩٩، رقم ٦٤٣٢) ، ومسلم (٢/١٠٨١، رقم ١٤٥٨) ، والترمذي (٣/٤٦٣، رقم ١١٥٧) وقال: حسن صحيح. والنسائي (٦/١٨٠، رقم ٣٤٨٢) ، وابن ماجه (١/٦٤٧، رقم ٢٠٠٦) عن أبي هريرة.
(٢) أي رزق الإنسان في يوم غده الآتي عليه فهو في علم الله تعالي قال تعالي: ?وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً? مراد المصنف أن الررزق ليس فقط الرزق الذي لا يعلمه إلا الله في الغد بل من الرزق الولد، والصديق، والزوجة، وكل ما وجدت فيه نعمة من الله عليك فهو من رزق الله أتاك الله إياه فوجب حمده وشكره.

<<  <  ج: ص:  >  >>