للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الترمذي: إنه حسن غريب (١) لكن رد أكثر العلماء هذا القول وقالوا: بأنهم لا يشتهون ذلك.

الفائدة السابعة: وهي مشتمله على فوائد متعلقة بالشيطان:

الأولى: قوله: «وجنب الشيطان» دل على أن الشيطان ملازم لابن آدم من حين خروجه من ظهر أبيه إلى رحم أمه إلى حين موته، أعاذنا الله تعالى منه فهو يجري من ابن آدم مجرى الدم أعاذنا الله.

الثانية: دل الحديث أيضاً على أن التسمية والدعاء المذكور سبب للاعتصام من الشيطان، وسبب لدفع ضرره عن المولود، بل دل على أن ذكر الله مطلقاً سبب عظيم لطرد الشيطان وكف شره.

قال قتادة في تفسيره قوله تعالى: ? الخَنَّاسِ ? [الناس: ٤] ما نصه: «الخناس» : الشيطان له خرطوم كخرطوم الكاتب في صدر الإنسان، فإذا ذكر العبد ربه خنس.

ويقال: رأسه كرأس الحية واضع رأسه على ثمرة القلب يمنيه ويحدثه، فإذا ذكر العبد ربه خنس، وإذا لم يذكر رجع ووضع رأسه فذلك معنى قوله تعالى: ?الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الجِنَّةِ وَالنَّاسِ? [الناس: ٥، ٦] .

أي: بالكلام الخفي الذي يصل مفهومه إلى القلب من غير سماع.

وروي عن عمر بن عبد العزيز: أن رجلا سأل ربه أن يريه موضع الشيطان من قلب ابن آدم، فرأى في النوم جسد رجل شبه البلور يرى داخله من خارجه، ورأى الشيطان على صورة ضفدع قاعدة على منكبه الأيسر بين منكبه، وأذنه خرطوم طويل دقيق قد أدخله من منكبه الأيسر إلى قلبه يوسوس له إليه، فإذا ذكر الله تعالى خنس (٢) .

وقال كعب الأحبار: ذكر الله تعالى في جنب الشيطان كالأكله في جنب ابن آدم.

وقال أيضاً: حصون المؤمن من الشيطان ثلاثة: ذكر الله تعالى، وقراءة القرآن، والمسجد.

وكان يحيى بن معاذ يقول: اللهم إن إبليس لك عدو ولنا عدو، وإنك لا تعظه


(١) أخرجه الترمذي (٤/٦٩٥، رقم ٢٥٦٣) وقال: حسن غريب. وابن ماجه (٢/١٤٥٢، رقم ٤٣٣٨) . وأخرجه أيضاً: أحمد (٣/٩، رقم ١١٠٧٨) ، والدارمي (٢/٤٣٤، رقم ٢٨٣٤) ، وأبو يعلى (٢/٣١٧، رقم ١٠٥١) ، وابن حبان (١٦/٤١٧، رقم ٧٤٠٤) عن أبي سعيد.
(٢) انظر: إحياء علوم الدين (٣/٤٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>