وذكر بعض العلماء للعصا فوائد كثيرة:
منها: دفع العدو.
ومنها: إتقاء السبع.
ومنها: نبش الأرض الصلبة عند قضاء الحاجة خشية الرشاش.
ومنها: تعليق الأمتعة بها.
ومنها: التوكؤ عليه خصوصاً لمن كبر سنه وضعفت قوته.
ولله در القائل:
تقوس بعد طول العمر ظهري ... وداستني الليالي أي دوسي
فامشى والعصا تمشي أمامي ... كأن قومها وترًا لقوسي
ومنها: السترة بها في الصلاة.
قال الله حكاية عن موسى - عليه السلام -: ?وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى? [طه: ١٨] .
وقيل للإمام الشافعي: مالك تدمن إمساك العصا؟ قال: حتى أتذكر أني مسافر.
وقال ابن عباس رضى الله عنهما: التوكؤ على العصا من أخلاق الأنبياء، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتوكأ عليها ويأمر بالاتكاء عليها.
وجاء في حديث: «حمل العصا علامة المؤمن وسنة الأنبياء» (١) .
ومن خرج في سفر ومعه عصا من لوازمه: أمنه الله من كل سبع ضار، ولص عاد، ومن كل ذات حمة حتى يرجع إلى أهله ومنزله، وكان معه سبعة وسبعون من المعقبات، يستغفرون له حتى يرجع ويضعها قاله العلامي في تفسيره.
والمراد «بالمعقبات» : الملائكة.
و «بذات حمة» بضم المهملة: ذات السم كالحية والعقرب نقله البرماوي.
ونقل عن الحسن البصرى وغيره أنه قال: «في العكاز خمسة: سنة الأنبياء، وزينة الصلحاء، وسلاح على الأعداء، وعون الضعفاء، ويهرب من صاحبها، ويخشع منه الفاجر، وتكون لصاحبها قبلة إذا صلى، وقوة إذا تعب» .
وورد في حديث أنه قال: «من بلغ أربعين سنة ولم يأخذ العصا عُدَّ له من الكبر
(١) أخرجه الديلمى (٢/١٤٧، رقم ٢٧٥٠) عن أنس.