وعن أبي هريرة أنه قال: قال عثمان: لما ماتت امرأتي بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكيت بكاء شديداً فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما يبكيك؟» فقلت: أبكي على انقطاع صهري منك، فقال:«فهذا جبريل يأمرني بأمر الله - عز وجل - أن أزوجك أختها» .
وفي حديث:«والذي نفسي بيده لو أن عندي مائة بنت تموت واحدة بعد واحدة زوجتك أخرى حتى لا يبقى من المائة شيء، هذا جبريل أخبرني أن الله - عز وجل - يأمرني أن أزوجك أختها، وأن أجعل صداقها مثل صداق أختها» أخرجه الفضائلي.
ومن فضائله وخصائصه: أنه نور أهل السماء، ومصباح أهل الأرض والجنة، فقد ورد عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «قوموا بنا نعود عثمان بن عفان» قلنا: عليل يا رسول الله؟ قال:«نعم» فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واتبعناه حتى أتى منزل عثمان فاستأذن فأذن له، فدخل ودخلنا فوجدنا عثمان مكبوباً على وجهه فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مالك يا عثمان لا ترفع رأسك؟» فقال: يا رسول الله إني استحي، يعني من الله تعالى، قال:«ولم ذلك؟» قال: أخاف أن يكون علي غضباناً فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ألست حافر بئر رومة، ومجهز جيش العسرة، والزائد في مسجدي، وباذل المال في رضا الله ورضائي، ومن تستحي منه ملائكة السماء، هذا جبريل يخبرني عن الله - عز وجل - أنك نور أهل السماء، ومصباح أهل الأرض وأهل الجنة» أخرجه الملا.
وله من الفضائل والخيرات ما يطول ذكره - رضي الله عنه -.
وحصر - رضي الله عنه - في داره وقتل مظلوماً، والذي تولى ذلك جماعة الخوارج من أهل مصر وغيرهم، واختلف في قدر مدة حصره وقتله ظلماً - رضي الله عنه -، ويستفاد من الأخبار أنه لما ولي الخلافة كره ولايته نفر من الصحابة بسبب أنه كان يحسب قومه بنى أمية، وكان كثيراً ما يوليهم الإمارة على البلاد ويخصهم بذلك دون غيرهم من الصحابة، بل عزل غيرهم وولاهم، عزل أبا موسى الأشعري عن البصرة وولاها عبد الله بن عامر، وعزل عمرو بن العاص عن مصر وولاها عبد الله بن سعد بن أبي سرح، وكان ارتد في زمان النبي - صلى الله عليه وسلم - ولحق بالمشركين، فأهدر النبي - صلى الله عليه وسلم - دمه بعد الفتح، إلى أن أخذ له عثمان الأمان ثم أسلم، وعزل عمار بن ياسر عن الكوفة، وغيرهم وله عذر واضح في عزلهم رضى الله عنهم وتولية المذكورين كما هو مذكور في محله.
وكان يولي منهم من لم تكن له مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صحبة، وكان يقع من أمراءه ما يكرهه أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكان الناس من الصحابة وغيرهم يأتون إليه ويستغيثون منهم ويخبرونه بأفعالهم فلا يغيث أحداً، ولا يسمع فيهم كلام أحد، لعلمه بأنهم