للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبدرٍ بدا والطّرف مطلع حسنه ... وفي كفّه من رائق النّور كوكب فقال أبو محمد ابن مالك (١) :

يروح لتعذيب النفوس ويغتدي ... ويطلع في أفق الجمال ويغرب

ويحسد منه الغصن أيّ مهفهفٍ ... يجيء على مثل الكثيب ويذهب وقد سبق هذا.

وكتب إلى الفتح من غير ترو: يا سيدي، جرت الأيام بفراقك، وكان الله جارك في انطلاقك (٢) ، فغيرك روع بالظعن، وأوقد للوداع جاحم الشجن، فإنك من أبناء هذا الزمن، خليفة الخضر لا يستقر على وطن، كأنك - والله يختار لك ما تأتيه وما تدعه - موكل بفضاء الأرض تذرعه (٣) ، فحسب من نوى بعشرتك الاستمتاع، أن يعدك من العواري السريعة الارتجاع، فلا يأسف على قلة الثوى، وينشد:

" وفارقت حتى ما أبالي من النّوى (٤) " ... ومات رحمه الله بغرناطة سنة ٥١٨، وحضر جنازته الخاصة والعامة وهو من محاسن الأندلس، رحمه الله تعالى.

١٨ - ومن نوادر الاتفاق (٥) أن جارية مشت بين يدي المعتمد، وعليها قميص لا تكاد تفرق بينه وبين جسمها، وذوائبها تخفي آثار مشيها، فسكب


(١) البيت الأول من هذين ورد منسوبا للفتح نفسه في أصولالنفح.
(٢) من قول البحتري:
الله جارك في انطلاقك ... تلقاء شامك أو عراقك (٣) عجز بيت لابن زريق البغدادي، وصدره: كأنما هو في حل ومرتحل.
(٤) ق م: من الهوى.
(٥) انظر هذه القصة في بدائع البدائه.

<<  <  ج: ص:  >  >>