للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألست بألأم الثّقلين طرّاً ... وأثقلهم وافحشهم لسانا

فمهما تبغ برّاً عند شخص ... تزد منه بما تبغي هوانا فانصرف عنه عالي اللسان بلعنته.

وكان أحد بني عبد المؤمن قد ألزمه أن ينسخ له كتاباً بموضع منفرد، فخطر له يوماً جلد عميرة، واتفق أن مر السيد يوماً بذلك الموضع، فنظر إليه في تلك الحال، فقال له السيد (١) : ما تصنع فقال: الدواة جفت، ولم أجد ما أسقيها (٢) به إلا ماء ظهري، فضحك السيد، وأمر له بجارية، فقال:

قل للعميرة طلّق ... ت بعد طول زواج

قد كان مائي ضياعاً ... يمرّ في غير حاج

حتى حباني بحسنا ... ء قابلٍ للنتاج

فكان ناقل خمرٍ ... من حنتم لزجاج

كانت تمرّ ضياعاً ... فأصبحت كالسراج ٣٧٤ - وقال حاتم بن سعيد:

جنّبوني عن المدامة إلا ... عند وقت الصباح أو في الأصيل

واشفعوها بكلّ وجه مليح ... ودعوني من كلّ قالٍ وقيل

وإذا ماأردتم طيب عيشي ... فاحجبوني عن كلّ وجهٍ ثقيل ٣٧٥ - وقال مالك بن محمد بن سعيد (٣) :

أتاني زائراً فبسطت خدّي ... له ويقلّ بسط الخدّ عندي


(١) ق ب: الخادم؛ وسقطت اللفظة من م.
(٢) دوزي: ماء أسقيها.
(٣) ترجمته في المغرب ٢: ١٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>