للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يمرّعمري وحالي ... في خيبتي منك خالي فكتب له الغلام في ظهر الرقعة:

إن كنت ظبياً فأنت ال ... هزبر تبغي اغتيالي

وليس يخطر يوماً ... حلول غيلٍ ببالي ثم كتب بعدهما: هذا ما اقتضاه حكم الجواب في النظم، وأنا بعد قد جعلت رسني بيد سيدي، فعسى أن يقودني إلى ما أحب، لا ما أكره، والذي أحبه أن يكون بيننا من المحبة ما يقضي بدوام الإخلاص، ونأمن في مغبته من العار والقصاص، فتركه مدة، ثم كتب له يوماً على الصورة التي ذكرها:

ماذا ترى في يوم أمنٍ طرّزت ... حلل السحاب به البروق المذهبة

وأنا وكاسي لا جليسٌ غيره ... ملآن لا يخلو إلى أن تشربه

والأنس إن يسّرته متيسّرٌ ... ومتى تصعّبه فيا ما أصعبه فأجابه:

يا مالكاً بذّ الملوك بعلمه ... وخلاله وعلوّه في المرتبه

وافى نداك فحرت عند جوابه ... إذ ما تضمّن ريبةً مستغربه

إنّا إذا نخلو، تقوّل حاسدٌ ... وغدا بهذا الأمر ينصر مذهبه

هبني إلى يومٍ تطيش به النّهى ... والبيض تنضى والقنا متأشبّه

وهناك فانظرني بعين بصيرةٍ ... فالشّبل يعرف أصله من جرّبه ثم أعلاه إلى درجة الوزارة والقيادة، إلى أن قتل في جيش كان قدمه عليه، فقال فيه من قصيدة:

يا صارماً أغمدته ... عن ناظريّ الصّوارم

<<  <  ج: ص:  >  >>