للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وزهرة غيّبتها ... من الطيور كمائم

يا كوكباً خرّ من أن ... جمي وأنفي راغم

بكت عليّ وشقّت ... جيوبهنّ الغمائم

قل للحمائم إنّي ... أصبحت أحكي الحمائم

وأنثر الدمع مهما ... رأيت للزهر باسم

تالله لا لذّ عيشٌ ... لمترفٍ لك عادم ٤٠٢ - ولما رحل الوزير عبد البر بن فرسان من وادي آش إلى علي الميورقي صاحب فتنة إفريقية أقبل عليه، ثم ولي أخوه يحيى الإمارة بعده، فأسند جميع أموره إليه، فقال يخاطبه:

أجبناً ورمحي ناصري وحسامي ... وعجزاً وعزمي قائدي وإمامي

ولي منك بطّاش اليدين غضنفر ... يحارب عن أشباله ويحامي

ألا غنّياني بالصّهيل فإنّه ... سماعي ورقراق الدماء مدامي

وحطّا على الرمضاء رحلي فإنّها ... مهادي وخفّاق البنود خيامي ٤٠٣ - وكان الأمير أبو عبد الله ابن مردنيش (١) ملك شرق الأندلس من أبطال عصره، وكان يدفع في المواكب، ويشقها يميناً وشمالاً منشداً:

أكرّ على الكتيبة لا أبالي ... أحتفي كان فيها أم سواها حتى إنه دفع مرة في مواكب النصارى، فصرع منهم وقتل، وظهر منه ما أعجبت به نفسه، فقال لشخص من خواصه عالم بأمور الحرب: كيف رأيت فقال: لو رآاك السلطان لزاد فيما لك في بيت المال، وأعلى مرتبتك، أمن يكون رأس جيش يقدم هذا الإقدام، ويتعرض بهلاك نفسه إلى هلاك من


(١) مرت هذه الحكاية ص: ٢١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>