للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أهمّ ولي عزمان: عزمٌ مشرّقٌ ... وآخر يثني همّتي للمغارب

ولا بدّ لي أن أسأل العيس حاجةً ... تشقُّ على أخفاقها والغوارب

إذا كان أصلي من ترابٍ فكلّها ... بلادي وكلّ العالمين أقاربي ٤١٧ - وذكر الحافظ الحجاري في " المسهب " أنه سأل عمه أبا محمد عبد الله بن إبراهيم (١) عن أفضل من لقي من أجواد تلك الحلبة، فقال: ياابن أخي، لم يقدر أن يقضي لي الاستمطار بهم، في شباب أمرهم قد هرم، وساءت بتغير الأحوال ظنونهم، وملوا الشكر، وضجروا من المروءة، وشغلتهم المحن والفتن، فلم يبق فيهم فضل للإفضال وكانوا كما قال أبو الطيب:

أتى الزمان بنوه في شبيبته ... فسرّهم وأتيناه على الهرم فإن يكن أتاه على الهرم فإنا أتيناه وهو في سياق الموت، ثم قال: ومع هذا فإن الوزير أبا بكر ابن عبد العزيز، رحمه الله تعالى، كان يحمل نفسه ما لا يحمله الزمان، ويبسم في موضع القطوب، ويظهر الرضى في حالة الغضب، ويجهد ألا ينصرف عنه أحدٌ غير راضٍ، فإن لم يستطع الفعل عوض عنه القول. قلت له: فالمعتمد بن عباد كيف رأيته فقال: قصدته وهو مع أمير المسلمين يوسف بن تاشفين في غزوته للنصارى المشهورة، فرفعت له قصيدة منها:

لا روّع الله سرباً في رحابهم ... وإن رموني بترويعٍ وإبعاد

ولا سقاهم على ما كان من عطشٍ ... إلا ببعض ندى كفّ ابن عباد

ذي المكرمات التي مازلت تسمعها ... أنس المقيم وفي الأسفار كالزاد

يا ليت شعري ماذا يرتضيه لمن ... ناداه يا موئلي في جحفل النادي


(١) ترجمة أبي محمد عبد الله بن إبراهيم الحجاري في المغرب ٢: ٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>